للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدين مصطفى الرومي، وشرع في عمارة الرخام المقلوع من أرض الكعبة وجدرانها مع تسمير الأسطوانة الموالية للجهة الشمالية التي أصلحت في عام .... (١) وأربعين وتسعمائة لتشعّثها من المطر جهة الميزاب.

وطلب القاضي جماعة من الفقهاء والعلماء والصالحين منهم شيخ الشافعية أبا الحسن البكري وشيخ الصوفية علي الكيزواني (٢) الحلبي. وبلغني أنّ الشيخ البكري تعرض لمنع العمارة في المحلّ الشريف، وأنه يضرّ بالبيت المعظم المنيف، فترك القاضي ما شرع في عمله، وذلك لخوفه وديانته. فالله تعالى يصلح الأحوال، في الحال والمآل، بمحمد وآله آمين.

وفي جمعة تاريخه ألّفتُ مؤلفي: قمع الشهوات، في رد كذب ناظم القهوات المسماة الجرأة بالنظم في الكذب على العم (٣) ما يقمع مدّعيها ومن كان السبب في نظمها، وتركوا روايتها للناس، حين أنكرها العلماء الأكياس. فالله تعالى يخذل المبطلين، ولا يُصلح عمل المفسدين.

وفي عصر يوم الخميس تاسع عشريْ الشهر حصل مطر غزير بمكة وغيم مطبق منع القاضي لطلوع جبل أبي قبيس لرؤية هلال شهر رمضان ثم إنه كابَدَ الأفندي مصلح الدين فطلع بنفسه مع نائبه القاضي شرف الدين أبي القاسم المالكي وبعض جماعة من العرب والأروام وصلّوا علوه صلاة المغرب فحط عليهم المطر بقوة فنزل القاضي الرومي بكلفة وقد اجتهد رأيه ولم ينظر الهلال أحد بمكة فأصبح أهلها مفطرون بل عمل أحد مفتيي الشافعية الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) هو علي بن أحمد الحموي، شاعر من أهل الدين له مؤلفات. توفي سنة ٩٥٥ هـ / ١٥٤٨ م الغزي: الكواكب السائرة ٢٠١:٢.
(٣) كذا ورد العنوان بالأصل.