للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقف الحنفية، وكان وصل مع الحاج المصري مع بقية أوقاف القضاة وهم الشافعي والمالكي والحنبلي وحضر ذلك بنفسه في سكنه بحوش الخواجا جمال الدين محمد الطاهر الصائر للخواجا كمال الدين أبي الفضل بن أبي علي. وجلس معه وفي يده أسماء المستحقين الشيخ زين الدين مصطفى بن إدريس الرومي الحنفي الشهير بالمنتشوي، وصار القاضي يسأل عن الأسماء المحلولة التي مات أهلها وتركوا أولادًا بعدهم فيوقفها. وكثر كلام الحاضرين في ذلك وقالوا له: عادة أهل الحرمين تقرير النظار لأولادهم عوضهم وإلا يحصل الضرر للأطفال والحرم، فمال إلى إعطاء الأولاد ما لآبائهم.

ففرّق صر وقف الحنفي في ثاني أيام منى ثم ترك الحضور بنفسه وأمر الشيخ مصطفى والشيخ أبا زرعة في تفرقة الباقي مع بقية القضاة. ففُرق على أربابه بسهولة ولله الحمد وعَدّ الفضلاء من أهل مكة فعل القاضي هذا صلاحه وخيره. جزاه الله خيرًا وأدامه عليه.

ثم بعد النزول من منى فرّق مولانا الأفندي ومعه الشيخ مصطفى الرومي والشيخ أبو زرعة المكي في يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة أمام الرواق اليماني من المسجد الحرام في بيت الشيبي المقابل للمدرسة العينية سكَن الأفندي قاضي الحنفية الرومي أول الحكمي .... (١) القاضي الشافعي بالقاهرة غالب النهار ثم في الليل بالمسجد الحرام حتى كمل هو والمستجدّ في خمسة أيام.

ثم سافر الحاج المصري في يوم الأحد تاسع عشر الشهر وشيّعهم أميرهم الزيني مصطفى الكاشف في ليلة الإثنين ثاني تاريخه. ولم يصبح أحد من الحاج بمكة. وكانت إقامتهم بها عشرين (٢) يومًا. وأقام بعدهم الحاج الشامي حتى


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) كلمة تكررت بالأصل.