للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تمت إقامتهم مثل الحاج المصري، ولم تتحرك الأسعار في الأقوات مع خوف أهل البلد من ذلك، وسبيه كون الحاجين نظيفين ومعهم أقواتهم وكفايتهم.

وفُرقت الأوقاف الشامية والحلبية في مجلس الأفندي مصطفى الرومي في العشرين من ذي الحجة. واستمر ذلك إلى سفر الحاج الشامي. ووصل المستحقون (١) لتعلّقهم من غير مراصد لهم وذلك لنسابة الأفندي والشيخ مصطفى المنتشوي. جزاهما الله عن أهل الحرمين خيرًا.

وفي ضحى يوم السبت ثالث عشري (٢) الشهر اتفق للجمالي محمد بن ناصر الدين الواسطي البزاز بالخان أنّ بعض الأعاجم ادعى عليه عند نواب مصلح الدين الحنفي من الأروام بمبلغ نحو ستمائة أشر في ثمن قماش، فأجاب بأنه وديعة عنده وباع بعضه بخسارة عن رأس ماله والباقي يرده له فأثبت بيعه له وحكم له النائب بتسليم الثمن. ففجر على النائب كفجور أبيه، فأراد تأديبه فهرب منه بالجري من وسط المسجد إلى بيت الأفندي مُستنيبه وخصمه العجمي خلفه. فذكر للقاضي قصته فزجر ابن الواسطي وأمر بالذهاب به إلى منزل الحاج الشامي .... (٣) ويُعمل معه اليسَق العثماني لامتناعه من الحكم الشرعي. فضربه أمير الحاج الشامي في مدرسة الأشرف قايتباي بالمسعى ووضعه في الحديد حتى جاء والده وأهل الخان ودخلوا في ضمانة المال.

وفي ليلة الإثنين سابع عشريْ الشهر سافر الحاج الشامي من مكة وهربت (٤) مع بعض جماعة الأروام موطوءة قاضي الحنفية - كان - أبو السرور أحمد بن الضياء


(١) بالأصل: المستحقين.
(٢) بالأصل ثالث عشر، والإصلاح يتطلبه سياق كلام الفقرتين السابقة واللاحقة.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٤) بالأصل: هرب.