للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحبشية المسماة عناية، وكان سيدها أسلم .... (١) لها وادعى أنها أخذت له ثلاثمائة مثقال ذهب بنحو ألف أشرفي ومن الذهب السلطاني أربعمائة بزيادة من الألف وغير ذلك مما يقارب ألفا (٢) وأنكر الناس على سيدها وجود هذا المبلغ عنده وتوجّه في صباح هروبها إلى صاحب مكة السيد أبي نمي وذكر له قصته وقال: إن جارية لجماعة … (٣) أصهار الشريف هي التي أخرجتها، وذُكر لي أنها توجّهت بها إلى محطة الحاج الشامي وتركتها فيه قبل رحيلهم فتحقق سفرها، فأرسل جماعته في طلبها مع ورقة من صاحب مكة السيد أبي نمي فتوجّهوا إليها إلى وادي أبي عروة وفتّشوا ولم يجدوا لها خبرًا.

واتفق أنّ مملوكًا لأمير الحاج الشامي هرب على فرس وقت رحيله فافتقده في الوادي وأرسل قاصد الشريف ليحصله فقدّر الله تعالى أنّ المملوك توجّه إلى منى وأقام في بعض بيوتها فرآه بعض أهلها فجاؤوا إلى الشريف وأخبروه بخبره فأرسل إليه جماعة فسكوه وأرسله إلى سيده أمير الحاج، وكان أقام في وادي أبي عروة يومين لأجله، فلما وصل إليه مملوكه رحل من الوادي وأرسل بحارية القاضي أبي السرور إلى الشريف. وكان سيدها توجّه لطلبها الحقيقة وجودها مع الأروام لوصول ورقة من السيد نور الدين الإيجي لولده بذلك وأنّ سيدها يحضر لأخذها فوصلت للشريف في غيبة سيدها فأرسلها لقاضي المالكية التاجي بن يعقوب بصهارته لأخي القاضي أبي السرور، فلم يظهر مع الجارية شيء من الذهب وقالت للشريف والناس إنها لم تأخذ شيئًا من السبائك الذهب المثاقيل وأنها باقية في محلها، وأما الذهب النقد فأخذت منه قليلًا وصرفته على سيّدها لتقلله في نفقته على عياله،


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) بالأصل: ألف.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.