للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصلح الدين الرومي وبُخّر الحاضرون بالعود الهندي وقسم عليهم الريحان والماورد - على عادة الختم - وسلم الحاضرون على الوزير وتوجّه ببعض الأعيان، ثم إنه قسم مبلغًا على جماعة من المقربين للمولد نحو ثلاثين أشرفيًا وللخطيب أربعين وللرئيس عشرين ولشيخ الفراشين أربعين وللفراشين عشرين وغيرهم مما لا أتحققه.

وبلغني أنّ سبب فعل ذلك طلب زوجة السلطان بهادر له مع أخيه، عوضهم الله خيرًا.

وفي ليلة الأربعاء سادس الشهر عقد الشيخ أبو زرعة المنوفي على زوجته ابنة الخواجا شمس الدين محمد العصياتي الدمشقي في منزل أبيها بالقرارة. وحضر ذلك قاضي الشافعية البرهاني إبراهيم بن ظهيرة وقاضي المالكية المتولي الشرفي أبو القاسم الأنصاري، وباشر أولهما أول الخطبة وثانيهما آخرها لوجود ولايته. وحصل من ثانيهما مراعاة لأولهما وللزوج. وشرب الحاضرون سكرًا مذابًا مع البخور والماورد.

ودخل الزوج في ليلته وهنّأه الناس في صباحها وأقام عند زوجته ثلاثة أيام على عادة الثّيب.

وفي صبح الثالث - وهو يوم الجمعة - مات والد الزوجة (١) وكان مريضا وله قصد في زواج ابنته على المذكور لينتفع به في محله. فإنه ترك ابنته ولها ولدان كبيران (٢) وأخ غائب له بالشام، وخشي من الدولة بعد الإيصاء وتمليك ابنته الموجودة وأولاد بَناتِه الموتى جميع أملاكه من مدة في حياته. فجهّزه صهره في يومه وصلّي عليه ظهر تاريخه ودفن بالمعلاة، . وعمل له ربعة وختما (٣) حضرها الناس لأجل صهره.

وفي هذا الشهر تواترت الأخبار بوصول المراكب والعسكر المجهّزين من


(١) بالأصل: الزوج وهو خطأ أصلحناه.
(٢) بالأصل: ولدين كبيرين.
(٣) بالأصل: ختم.