وفي صبح يوم الأربعاء عشري رمضان مات قاضي العسكر الرميلي - كان - المدعو واسع جلبي واسمه عبد الواسع بن .... (١) العجمي الأصل الرومي الحنفي، فجهّزه قاضي البلد في ظهر تاريخه وصلّي عليه عقب صلاة الظهر وشيّعه جماعة من الأروام وبعض العرب إلى المعلاة ودفن في قارعة الطريق أمام تربة ابن سفيان الشامي في الشعب الأقصى بعد أن أوصى لبعض الأروام. ولم يظهر له نقد، وقال: إنه عمّر بها رباطًا بمكة في جهة زقاق الشرابي بسويقة الشامي ولم يتم تبييضه وأسكن بعضه. وختم أمين الترك الرومي على مخلّفه، بل باع ملكه من الأثاث والملبوس وانفرد بذلك عن جماعة صاحب مكة وعارضوه في البيع ومنعوه حتى يراجع صاحب السنجق في أمره فلم يترك. وكثرت القالات في الميت وفي عقيدته لإثارة بعض الفتن منها: أمر الخطيب المغربي بتقدمة أهل البيت في الخطبة على العشرة المشهود لهم بالجنة. فعمل ذلك بعض الجُمَع ثم تركها لإنكار الناس عليه. وكذلك تقدمة الخطيب في صلاة العيد على مذهب الإمام أبي حنيفة فحصل الخبط من العامة، كما تقدم في السنة قبلها. ثم منع الخطيب الشافعي المحيوي العراقي من لبْس السواد في الخطبة على العادة القديمة بمكة. وغير ذلك مما اختصرت ذكره وفي شهر تاريخه عُملتْ الختومات بالمسجد الحرام على العادة القديمة للمصلين للتراويح من الأبناء وغيرهم من أصحاب المقامات على المذاهب الأربعة ما عدا مقام الحنفية لترك ذلك إمامهم الرومي المتجدد في العام الماضي لعدم تكليفه بثمن الشمع وخدمة الفراشين، وفُعِل ذلك في العام الماضي لكون إمامهم السيد محمد البخاري كان غائبًا في الروم.
وكان ختم مقام الشافعي في ليلة الخميس حادي عشريْ الشهر. وختم الحنبلي في سابع عشريه. وختم المالكي في تاسع عشريه، واحتفل قاضي المالكية المفصول