للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان القاضي الرومي طلب الخطابة للخطيب الحنفي فراجعه الخطيب العراقي وقال له: تكون سنة لي وسنة لشريكي، على ما جرت به العادة في ذلك، فوافقه والله الحمد.

وفي شهر تاريخه حدث بمكة وجدة وبعض أعمالهما قتل جماعة غيلة بغير وجه شرعي لكثرة الفساد، وطغى الجهّال من العباد.

منها في ضحى يوم الخميس ثامن الشهر طالب الشهابي أحمد [بن] (١) النوري علي بن فخر الدين المالكي الماهر في لعب الشطرنج على وجهين غيبة وحضورا وانفراده بذلك في زمانه، شخصًا قوّاسا يقال له أبو بكر النابلسي أحد خدام الشريف حميضة ابن السيد محمد بن بركات صاحب مكة - كان - وعم صاحبها الآن في مخلّفه - صار - رفعها له لكراء جمل من جدة لمكة وترك جمله بجدة فمنعه من إعطائه استحقاقه فطلبه (٢) بمجلس الشرع الشريف، فامتنع من التوجّه معه على رؤوس الأشهاد بالمسعى الشريف قبالة باب السلام عند الصيارف، فلطمه القواس على وجهه فمسكه ابن فخر الدين من لَبّتِه فوصل لذقنه، وهي كبيرة، فاستعظم ذلك القواس فسلّ جنبيته وضربه بها على جنبه الأيسر تحت رقبته حتى وصل لمقْتلته، فخرج من ساعته وهرب الضارب له، فصاح المضروب: يا مسلمين قتلني، وسكت من وقته بعد سقوطه إلى الأرض وطلعت روحه. فجيء له بسرير وحُمل عليه إلى منزله ثم توجّهوا به إلى منزل القاضي الرومي وأروه له وجهّز من ساعته في منزله وصلّي [عليه] (٣) بعد صلاة عصر تاريخه وشيّعه خلق من الناس وهم يترحمون عليه وينكرون على قاتله، ودفن بتربة أهله قريب درب المعلاة. وخلّف أمه وولدًا صغيرًا وجارية تركية حاملة منه، رحمه الله تعالى وجبَرهم.


(١) إضافة تقتضيها الجملة.
(٢) بالنص يوجد على كلمة "فطلبه" رقم ١٣، ولم يظهر لي معناه.
(٣) إضافة تقتضيها الجملة.