للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن حاكم مكة القائد مرشد الحسني بلغه خبر القواس وأنه توجّه إلى سوق الليل ونزل على الواسعة ثم أجياد وتوجّه إلى بعض أولاد أستاذه الشريف حميضة فأمره بالخروج من مكة فتوجّه إلى جهة درب اليمن فقصده الحاكم بجماعة حتى لحقوه وقبضوا عليه وكتّفوه وتوجّهوا به إلى القاضي الرومي فسأله عن قتله فقال: لا أعلم، فقال القاضي: توجّهوا به إلى السجن، فقال الحاكم: هذا أمر راجع إلى السياسة وإلّا قتل الناس بعضهم بعضًا. فتوجّه به إلى جهة المدّعى وشنقه هناك. وما نزل الناس من جنازة المقتول وقت غروب الشمس إلّا وجدوا القاتل مشنوقًا. فحمد الناس ذلك وشكروا القائد على فعله، وانطفأت الفتنة والقالات بينهم، ولله الحمد والمنّة.

وحدث في جمعة تاريخه بجدة أنّ بعض التجار من الأعاجم يقال له شمس الدين البقال .... (١) بعض العبيد من بني حسن فضربه بجنبيته حتى وقع إلى الأرض وحُمل إلى منزله وهرب ضاربه ولم يعلم خبره لكونه في الليل، وتحدث الناس بتلاف العجمي، ثم طب نفسه وطال مرضه وعاد لمكة وهو مريض وتخلف عن الحج ثم مات بعد ذلك بها ودفن بالمعلاة. وخلّف ولدًا صغيرًا من جارية بيضاء وغيرها.

وقتل في … (٢) بعض الأروام شخصًا وقيل أهله قاتله.

وفي مغرب ليلة الأحد ثامن عشر الشهر تحادث جماعة من الأعاجم في المدرسة الكلبرجية المجاورة لباب الصفا - أحد أبواب المسجد الحرام - منهم ملا عارف والشيخ أبو المعين السمرقندي مع شخص يقال له حسين الاسترابادي (٣) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ (٤) فقالوا: نزلت في عمر بن الخطاب


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل، لعلها: وكز.
(٢) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٣) على الطرة اليمنى للورقة ورد بخط قطب الدين النهروالي عنوان جانبي نصه: ملا حسين الرافضي.
(٤) سورة الأنفال: الآية رقم ٥٨.