للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حادي عشر الشهر، فسأل سيدها عنها فأخبر بوجود بعض أعضائها في البرية قريب مضياف منى مع بعض ملبوسها، فاتهم بها قريبنا الصلاحي ابن الشيخ الصالح العدل بدر الدين حسن ابن الشيخ عطية بن فهد الهاشمي لكونها كانت مرافقة له في الأذكار. فطلبه سيدها إلى حاكم مكة القائد مرشد الحسني وسأله عنها فأنكر اجتماعه بها فقسّمه (١) الحاكم برأس الشريف والطلاق من زوجته أنه لم يجتمع بها في ذلك المحل ولم يعرف خبرها ففعل ذلك ثم أطلقه ونفى الريبة عنه، وقال له: لا تغِبْ (٢) عن البلد حتى يظهر أمرها.

فبلغني ذلك فاجتمعتُ بالمتهم به وسألته عن خبرها فأظهر لي البراءة منها مع ظهور الربكة (٣) عليه وعدم ظن السوء به، لكن قدَر الله مقدور (٤) وأمره نافذ في خلقه مبروم (٥). ثم إن سيد الجارية فحص عن أمرها فأخبره بعض عبيد العرب المقيمين بالبرية في ناحية قتلها أنه وجد امرأة بالحياة ومعها رجل وصفه بلونه وملبوسه وهو ميزر على رأسه، فقوّى تهمته لقريبنا المذكور. فطلبه سيدها في ضحى يوم الخميس ثالث عشر الشهر إلى الحاكم وجاء العبد فرآه وعرفه، فقال له: مررتُ عليك أنت وهي وأعطيتني رغيفًا ولحمًا تحت الجبل فكذّبه مع ظهور الريبة فدفعه الحاكم إلى الشرع، فشُكر على فعله.

فطلبني قريبي المذكور مع ابن أخيه الشيخ تقي الدين محمد بن أبي الخير بن فهد وتوجّهنا معه إلى قاضي المالكية الشرفي أبي القاسم الأنصاري فادعى عليه سيّدها أنه أفسد جاريته وقتلها، فأجابه بأنه لم يعرفها إلّا في الأذكار


(١) أي طلب منه القسم.
(٢) بالأصل: تغيب.
(٣) بالأصل: الركبة.
(٤) بالأصل: مقدورا.
(٥) بالأصل: مبروما.