للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع الفقراء الأحمدية وكذبه في قتلها. فساءتْني (١) هذه الدعوى واعترافه بالجمعية بها، ولو علمتُ قبل ذلك اجتماعه بها لم أحضر معه، لكن قدَر الله مقدور (٢).

فحضر العبد وأخبر القاضي برؤيته معها في البرية فتلجلج في الكلام فأمر القاضي بالتوجّه به إلى الحاكم حتى يظهر أمره. فتوجّهوا به إلى السجن وشاوروا القاضي في وضع الحديد في رقبته. فأمر القاضي بالاحتفاظ عليه في حديد لطيف يوضع الزنجير في رقبته. فقويت الريبة عليه، فأمر الحاكم جماعته بالتوجّه إلى خلوته في رباط العز وتدويرها للحوائج المفقودة وطلب ابن أخيه للتوجّه معهم لذلك.

وكان الحاكم وغالب الناس متعجبون لأمره يُبرّئونه في فعله حتى حقق الله مراده بظهور الحوائج عنده في خلوته ولم يُفقِد منها شيئًا إلّا دملج فضة (٣) رهنه عند شخص من الصيارفة. فلما جاءت الحوائج إلى الحاكم طلب الخصم إليه وأراها له، فاعترف عند رؤيتها من غير ضرب بأنه تضرر من صحبتها وعمل لها بُنْجًا أو قبيسيًا (٤) حتى غيّرها عن نفسها وأخذ حوائجها وتركها في البرية حتى أكلتْها الكلاب، فصار فعله من الأمر المعاب، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم أرسله (٥) الحاكم إلى القاضي المالكي فاعترف بحضرته وأنه خنقها بصالحية زيادة على تغييبها. فأمر القاضي بوضعه في السجن حتى يجتمع بعلماء المالكية وينظر في مسألته. فكثرت القالات وانتشرت المقالات في هذا الفعل.

ثم إن القاضي في يوم السبت ثالث تاريخه جمع علماء المالكية بحضرة صاحب


(١) بالأصل: فساءني.
(٢) بالأصل: مقدورا.
(٣) الدملج: من الحلي، وهو سوار يحيط بالعضد.
(٤) كذا وردت بالأصل.
(٥) بالأصل: أر.