للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضية وتكلم معهم في المسألة فاتفقوا على أنّ قتله غيلة لها، وأنه يُقتل بها سواء كانت حرة أو مملوكة، والحق للحاكم لا لوليها. حينئذ أمر القاضي برده إلى السجن حتى يكاتب مستنيبه في جدة.

ثم في ثاني يوم أمر بالتوجّه به مرتين .... (١) عنده قبلنا فتوقفت القضية لكون مذهب الحنفية يسلم الدية إن كانت المقتولة حرة وإلّا قيمتها لسيدها فأرصد أمره.

ثم إن المالكي لِيمَ على تأخير قتله واعتذر بأنه بلغه عزل مستنيبه ومذهبه يعزل بالإشاعة ومستنيبه لا يعزل إلّا بوصول المنشور في البلد.

ثم اتفق الحاكم عند وصول مستنيبه من جدة أنه فرج هذه الشدة بأخذ الدية فوقع الصلح على مائة أشرفي لسيدها وخمسين للحاكم وأتباعه. فجيئتْ لصاحب القضية وأعطى غالبها وبقي عليه باقيها فالله تعالى يستر الحال، في الحال والمآل بمحمد وآله آمين.

ثم اشتغلت الدولة بوصول خبر الوزير الأعظم الباشا سليمان الرومي من جهة الهند واليمن بعد أخذهم لمدينة زبيد بمباطنة بعض عسكرها ودخوله هجمًا لها في خامس شوال عام تاريخه. فأقام بها مدة وقتل أميرها الناخوذة أحمد الرومي مع غيره من أكابرها، واستناب بعض الأروام فيها (٢).

واهتم صاحب مكة السيد أبو نمي الحسني في ملاقاته وأمر بتحصيل الضيافة له من العسل والسمن والغنم والحلوى وغير ذلك من الفاكهة. فجمع له ألف رأس من الغنم ومائة قنطار عسل وستين مَنّ سمن. وتوجّهوا بها إلى بندر جدة فوصل قبله كيخيته سليمان إليها في نصف الشهر فلاقاه ابن صاحب مكة السيد أحمد في جدة وقدم له حلوى وفاكهة وغير ذلك وأراد الطبخ له بها فقال له: يكون بمكة، ونيته


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل. وقد وردت الجملة هكذا منقوصة المعنى.
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل.