العجلة لأجل السفر إلى جهة مصر والروم للأبواب الخنكارية في مهمات الباشا والإخبار بخبره، فركب معه السيد أحمد إلى وادي حدة - بالحاء - ثم بلغه وصوله بنفسه (١) إلى جدة فأمره الكيخيا بالعود إليه. فواجه الكيخيا بجدة قاضي مكة الشافعي البرهاني بن ظهيرة والمالكي النجمي بن يعقوب ووزير الهند آصف خان وسلموا عليه وركبوا معه إلى مكة فدخلها بعد صلاة العشاء في ليلة الثلاثاء حادي عشريْ الشهر، ونزل في مدرسة الأشرف قايتباي بالمسعى الشريف وأقام بها يومين حتى حصّل له ابن صاحب مكة الركائب وبعض خيل والرجال وما يحتاج إليه. وخرج من مكة في ليلة الخميس ثالث عشريْ الشهر ومعه بعض جماعة صاحب مكة من بني حسن.
وفي ضحى يوم الجمعة ثاني تاريخه جاءت الأخبار بوصول الباشا سليمان لبندر جدة ومعه من المراكب عدة يقال نحو الأربعين، وأنه قصد تجهيزها إلى جهة الطور مع غالب عسكره الذي وصل معه فأقام بجدة حتى جهّز غالبهم ثم قدم إلى مكة المشرفة فخرج الأعيان لملاقاته من وادي حدة.
ووصل إلى الزاهر في ليلة الأربعاء تاسع عشريْ الشهر وبات بها إلى الصباح فدخل من أعلى مكة بعرضة لطيفة ورفقته ابن صاحب مكة السيد أحمد ابن السيد أبي نمي الحسني وألبسه خلعة قفطان مُدَنّر هو وقاضي مكة الأفندي مصلح الدين الرومي الحنفي والشافعي البرهاني بن ظهيرة والمالكي التاجي بن يعقوب ووزير الهند آصف خان راكبين أمام الباشا وهو خلفهم بمفرده وخلفه السنجق والطبل والزمر حتى وصل إلى المدعى، فأمر بسكوت الطبل تأدبًا. واستمر كذلك حتى وصل إلى سكنه جهة باب إبراهيم أسفل مكة في منزل ملك التجار السيد علاء الدين - رحمه الله تعالى - وأقام به وهرع الأعيان للسلام عليه فلم يجتمعوا به.