للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفتنة فوجداه .... (١) وطاقه، فبالغ معه القاضي الرومي وقال له: نيتك تخرب البلد وتهلك الحاج بفعلك هذا، فذلّ بعد ذلك وأمر بإطلاق الممسوك عنده كرهًا. ولولا سياسة صاحب مكة السيد أبي (٢) نمي بإطفاء الفتنة وردّ عسكره في النهار، لكان من الفساد ما هلك فيه كثير من العباد. وبعد ذلك أرسل أبو (٣) نمي جماعة من الخيول إلى جهة الوادي وجدة، لحفظ الطرقات ورفع هذه الشدة، فالله تعالى يؤيده ويسعد حركته.

وكان شيخ العرب بالشام ناصر الدين محمد بن طراد توجّه بجماعة من الحاج إلى الوادي لضيقهم من طول الإقامة بمكة فسلّمهم الله تعالى واستمر بقية الحاج الشامي إلى صبح يوم الجمعة سابع عشريْ الشهر فرحل أميرهم بهم من المعلاة عند طلوع الشمس ولم يُصلّ جمعة بمكة. وصحبه قاضيها مصلح الدين الرومي بعياله لسفره إلى جهة الروم، وفوض أمر نظر المسجد الحرام وغيره من الأمور المتعلقة به لقاضي المالكية الشرفي أبي (٤) القاسم المالكي، فزادت عظمته بذلك. فالله تعالى يعين عليه كل قاطن وسالك، ويكتب سلامة المسافرين من الحاج في البر والبحر أجمعين، بجاه سيد المرسلين.

ثم إن صاحب مكة السيد أبا نمي جهّز ولده السيّد أحمد وعمره نحو سبع [عشرة] (٥) سنة للسفر إلى جهة القاهرة ثم التوجّه للروم إلى الأبواب به، ليلحق الباشا سليمان في ينبع ويرافقه منها. فطاف للوداع بعد صلاة العصر من يوم السبت ثامن عشريْ الشهر بعد سفر الحاج الشامي بيوم وخرج من باب الشبيكة


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) بالأصل: أبا.
(٣) بالأصل: أبا.
(٤) بالأصل: أبو.
(٥) كلمة سقطت من الأصل، أضفناها ليستقيم المعنى.