للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من القواد وغيرهم. وصار الشريف أبو (١) نمي محيّرًا في أمره فتوجّه إلى أمير الشامي القاضي إبراهيم بن ظهيرة الشافعي ثم قاضي الحنفية مصلح الدين الرومي وتكلما معه في إطلاق المحبوس عنده ويجتهد الشريف في تحصيل حوائجهم.

فلم يقبل أمير الشامي ذلك فقدّر الله تعالى أنّ بعض حاج الشامي مسكوا عبدًا سرق لهم سرقة وأرادوا شكايته إلى حاكم الشريف القائد مرشد الحسني فتوجّهوا به إلى أجياد حارة سيده فضرب الماسكين له عبيد الشريف وخلصوا العبد منهم فهرب أخصامه وتبعهم بعض العسكر إلى جهة المسعى فوجدوا أمير الحاج الشامي في المدرسة الأشرفية فكبروا عليه ورموا الطيقان عليه بالحصى من المسجد والمسعى وبأيديهم الرماح والسيوف مسلولة، وأمير الحاج الشامي يضرب البندق من النفط عليهم فأصاب بعض القواد وقتله، فحينئذٍ سطا عسكر الشريف على قتل من وجدوه من الأروام سواء كان عسكريا أو حاجا، فقُتِل منهم إنقشاريان وتاجر رومي ودلّال ومحاور وغيرهم نحو السبعة أنفار. ومن بني حسن يقال شريف وقائدان (٢).

فسمع السيد أبو نمي بهذه الواقعة وهو في منزله فأرسل ولده السيد أحمد في رد العسكر وإطفاء الفتنة وصار يضربهم بعصًا بيده وهو راكب على فرسه. وأراد بعض الأروام أن يرميه ببندقية نفط فحذره بعض المجاورين فأحرق (٣) فرسه فجاءت البندقية في عبده وسلّمه الله تعالى، وانطفأت برد عسكر أبيه. ثم إن أباه أرسل القاضي تاج الدين المالكي وقاضي الحنفية الرومي للشامي (٤) ويحذره من وقوع


(١) بالأصل: أبا.
(٢) بالأصل: قائدين.
(٣) كذا بالأصل، ولعل صوابها: فانحرف.
(٤) بالأصل: الشامي، والإصلاح يتطلبه المعنى.