للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصرية بكبير وعثماني وأقل وأكثر.

وأشيع وصول مراكب للباشا فيها للباشا فيها حب له ولغيره فنزل السعر بها، ولله الحمد.

وكان الباشا سليمان سأل عن سبب غلو الأقوات بمكة فقيل له: كثرة التجار بها والمجاورين من الغرباء. فأمر بالنداء أن يرجع كل غريب إلى أوطانهم قبل سفره من مكة، ولم يظهر لذلك نتيجة إلّا مصلحة صاحب البلد في خدمتهم له بالمال.

وكان تكلف لخدمة طائلة للباشا من النقد والجمال والخيل والمأكولات يقال أزيد من خمسين ألف أشرفي - نصف لاك من المال - ووزع بعضها على أركان دولته وأرضوه خفية إلا الشيخ جمال الدين محمد بن أبي علي وزيره بالحجاز فتيبّس (١) عن خدمته كغيره من أرباب دولته. فأشيع أنه جعل عليه خمسين ألف أشرفي ثم نزلت إلى عشرين ألف أشرفي نقدًا وعشرين عقارًا بعد أن مسك عبده خازنداره سعد الزنجي وضُرب ضربًا مُتْلفًا ليدلهم على نقد سيده، فلم يقرّ لهم بشيء، ثم خُتم على بيته وشيّع جماعة الشريف في أمره حتى أنكر ذلك الخاص والعام، وتقدم في ذلك الجمالي محمد بن أحمد المريسي الوزير والقائد جوهر أحمر خازندار السيد أبي نمي.

ثم اتفق الحال على تسليم اثني عشر ألف دينار معجلة وثمانية مؤخرة وعزل محتسب مكة محمد البقرة الذي قدمه الخواجا عبيد ابن الوزير كمال الدين محمد بن أبي علي في العام الماضي، وردّ المحتسب الذي كان قبله النوري علي بن المهتار يقال بمبلغ ستة آلاف أشر في نقدًا. وجعل على الدلالين في جميع المبيعات بمكة أربعة آلاف أشرفي بعد حدوثها في العام الماضي بثلاثة آلاف. وجعل على القبانين ألفا وخمسمائة، وعلى دلالي الرقيق خمسمائة. فصارت جميع المكوسات الحادثة في العام


(١) كذا وردت الكلمة بالأصل.