للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الماضي وهذه السنة اثني عشر ألف أشرفي. وتضرر بذلك القاطن والسالك في البلد الحرام، ولأجلها غليت الأسعار على الخاص والعام، فالله تعالى يلطف بجيرانه ويلهم وليها العدل في رعيته، ويؤمننا في أوطاننا، ويرخّص أسعارنا.

وقد ظهر في هذا الشهر الفاكهة من البطيخ الأخضر والأصفر والرطب والعنب والتوت والتين مع غلوها كل رطل بكبير وكذلك اللحم وزاد ربع رطل والرطل السمن بأربعة. كبار. وقلّتْ الدراهم وكثر حرص أهلها ولم يُخرج أحد من التجار للفقراء زكاة أموالهم، لتوجّههم إلى جدة، فالله تعالى [يخفف] (١) عن الناس هذه الشدّة.

ووصلت مراكب عدة غالبها من كاليكوط وتخت الريح ومن الديو يقال مركبان فيهما هدية للباشا سليمان من الأمير صفر الرومي نائب الديو. وكان ساخطًا عليه لكونه أشار عليه بالسفر إلى جهة أرض العرب وترك بلاد الهند خوفًا من عود الفرنج إليه، ولذلك مسك وكيله بمكة وأخذ وأخذ منه أمواله التي عنده ثم أطلقه.

ويقال إن صاحب الهند محمود شاه بن إسكندر شاه بن مظفر شاه أمر بخراب بندر الديو وتركها قاعًا صفصفًا لحسم مادة الفرنج المخذولين ولا يعودون إليها. فعادوا لها ولم يجدوا فيها كبير فائدة فراسلوه بالطاعة وعود التجار إليهم من البر والبحر فلم يوافقهم على ذلك. وطلب بعود عيال عمه السلطان بهادر شاه من مكة إلى بلدهم. فتوجّه الوزير آصف خان لبندر جدة ليجهّز لهم مراكب لأجل سفرهم لبلدهم. ويقال إن معهم جواهر بكثرة.

وكان ذلك في عشاء ليلة الإثنين رابع عشر الشهر ورافقه إمام الحنفية السيد محمد البخاري فاشترى بعض المراكب وشحنها لهم ونوى إرسالهم في أول الشهر الآتي بعده بما معهم من الجواهر.


(١) كلمة سقطت من الأصل.