للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا الشهر عزل الشريف أبو نمي وزيره بجدة الشرفي يحيى بن سبيع الحفيصي وأعاد الخائر بك المريسي أخي الجمالي محمد الأكبر وهو السبب في بذل المال للشريف. وأضر ذلك بحال المفصول لكونه يحمل ديونًا على ولايتها ولم يتخلص منها. وزاد تحيّر أولاد المريسي في تحيير الحَب بجدة وغلوه بمكة، فلا حول ولا قوة إلّا بالله والأمر الله. [والله يخلص منهم، فإنهم أساس الظلم بهذا القطر] (١).

وفي ليلة الجمعة ثامن عشر الشهر ماتت سيدة الجميع أكبر بنات الخواجا شهاب الدين أحمد بن محمد الحلبي المكي سبط الشيخ فخر الدين أبي بكر بن عبد الغني المرشدي الحنفي زوجة الزيني بركات بن محمد الحطاب المالكي. وكانت أسقطت ذكرًا منه في الخامس أول جمعة تاريخه مع تعلّلها من أول زواجها به نحو سبعة أشهر. وتشاءمت به لكونه دفن زوجتيْن قبلها بعد إيلادهما ذكرًا وأنثى. فجهّزت في ليلة وفاتها وصلّي عليها صبح تاريخه عند باب الكعبة ودفنت بجانب أمها في تربة أجدادها بيت النويري في الشعب الأقصى بالمعلاة وأخذ زوجها العزاء فيها وهو مُظهر السرور بموتها لأجل مخلفها. وكانت أكبر أخواتها وتأخر زواجها عن أشقائها الأربعة لاحترازها في زوج يناسبها. فكان ذلك من نصيب مَن أخذها، وعمرها نحو ثلاثين سنة، رحمها الله تعالى.

وفي ثالث عشريْ الشهر مات الخواجا زين العابدين الحلبي صهر الخواجا حسن بن حسين قاوان المكي على ابنته بعد طول وجعه نحو شهرين، فجهّز في ليلته وصلّي عليه صبح تاريخه ودفن بالشعب الأقصى بالمعلاة. وخلف ولدًا بالغًا من تركية له، وذكرين وابنتين من ابنة قاوان مع بيوت حصّلوها (٢) بمكة ومتجر ونقد. وجعل وصيته لزوجته، ووالدها ناظرا عليها وعد ذلك من لطف الله


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل حصولها، والإصلاح مقترح.