للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من مصر عاشر جماد الثاني، وأنّ السلطان سافر من حلب إلى جهة الروم، وكان صحبته وفارقه من بلاد عنتاب، ووصل صحبته مراسيم للشريف بركات مضمونها: تفويض الخنكار أمر الحجاز إليه وكذا اليمن والهند، فأمر ولده الشريف أبا نمي بزينة مكة سبعة أيام ولعب العيري عند منزله بأهل مكة السوقة. وجاء مع القاصد عدّة أوراق للحجازيين الذين بمصر، اطلعتُ على بعضها.

وفيها أنّ الأمير مصلح الدين الرومي وصل إلى مصر صحبة المقرّ الشهابي بن الجيعان وأهل مكة الذين رفقتهم في ثاني شهر جماد الأول بعد شدّة حصلتْ لهم في البحر يوما واحدا في مكان يُقال له الوفادي بعد أن أيقنوا بالغرق ونجّاهم الله تعالى، وأنّ ملك الأمراء نائب الديار المصرية خائر بك لا يحدث عزلا ولا ولاية في الحجاز ولا غيْره. وأنّ القاضييْن بديع الزمان ابن الضياء الحنفي وعبد الحق النويري المالكي اجتمعا به ومعهما المحيوي العراقي فحصل للأوّليْن منه غاية الجبْر، ثم أوْقفهما على مرسوم يتضمّن التفويض له من العريش إلى آخر الحجاز ثم قال لهما: لكن أتأدب مع الخنكار، وأشار عليهما بالسفر إليْه لِيَلِيَا (١) من عنده، ورسم لهما بمائة دينار وللعراقي ثلاثين دينارا. وقد عزم القاضيان على السفر صحبة الأمير مصلح الدين إلى الخنكار فإنّه معتن بهما كثيرا ويعِدُهما بكل خير، والظاهر أنّ الخنكار يردّهما بلا ولاية إلى خائر بك ملك الأمراء ليوليهما هو وينظر في أمرهما، فإنه بلغنا أنّ السلطان وكّل أمر مصر إليه.

وقد تقرّر جماعة في الذخيرة الشريفة منهم الشيخ نور الدين حمزة الرومي في مائة دينار، وبركات أما قُطْلُباي (٢) في ستين بواسطة أنه دخل في مصلح الدين بباب حدب (٣) وصلاح الدين والقاضي بديع في ثلاثين، وملا علي الرومي أربعين، وجماعة


(١) بالأصل: ليليان.
(٢) بالأصل: فلطباي.
(٣) كذا بالأصل.