للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له الشريف أبو نمي: ثبت عندك بطلان مستندها؟ فقال له القاضي: أدى عندي الشيخ المجولي، وإذا أدى غيره أبطلتُه، فوصاه الشريف عليها لكونها دخلت على وزيره بجدة الجمالي محمد المريسي فأعطاها مستندها لتحريره بالقاهرة، ودفع البيوت لابن الحلبي فوضع يده عليها وهان الأمر على الخصمين، ورفع الأمر إلى أحكم الحاكمين.

واتفق للشريف أبي نمي أنه ركب بنفسه لرؤية بيوت وزيره بالحجاز الجمالي محمد بن أبي علي في المدعى وغيره لأجل عمارتها بيوتًا لنفسه، بل أراد أخذ الخرابة التي بباب العمرة المنسوبة لقضاة الحنفية بني الضياء لكونها مبيوعة (١) عند الجمالي بن أبي علي، فلم يكتف بها لكونه أراد بناء رباط له إلّا بأخذ بيت بجانبها، فلم يرض أهله بإعطائها، فعدل عن أخذها إلى بيت في باب الدريبة بالقرب من سويقة الشامي كان اشتراه شخص أعجمي مع زوج ابنة الخواجا فيرحُجَا القوني لأولادها الأيتام من أبيهم. فامتنعت من إعطائه له فاشترى حصة شريكها بزيادة على ألف أشرفي وطلب منها قسمته مع أملاك عامرة غيره. فتوقفت حتى ركب إلى منزلها بنفسه فوافقته على أخذها للمنزل التي هي ساكنة فيه وأخذ البيت الثاني ويزيدها مائة سلطاني عن أربعمائة أشرفي. فطاب خاطره ونوى عمارته رباطًا وكان أصله وقفًا.

ثم رجع عن عمارة الرباط في هذا المحل وطلب محلًا خربًا في سوق المسفلة قرب باب إبراهيم يُنسب للزيون والجواشن (٢) كما سيأتي ذكره (٣) في شهر رجب


(١) كذا بالأصل.
(٢) عائلة الزيني وعائلة ابن جوشن، وهما من عوائل مكة.
(٣) لم يرد بالأصل ذكر شئ من هذا في أخبار شهر رجب سنة ٩٤٦ هـ. حيث إنّ هذا المخطوط ينتهي بأخبار شهر رجب سنة ٩٤٦ هـ المذكور، ولكن ليس غير أخبار الأيام الثلاثة الأولى، وبها ينتهي ما وجد من المخطوط الوحيد للكتاب الذي بين أيدينا.