للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن ظهيرة فألصقت على السلاوية أشرفيا سلطانيًا، لكون عمة العروس جعلت لها ذلك في عرس ابنة أخيها قبل تاريخه. وكانت قالت للسلاوية إنها تعطيها جارية عوض موجبتها فلم تقبلها. وقالت: تأخذ لصقها من الحاضرين، فلم يتحصل منهم إلاّ نحو ثلاثين أشرفيًا. وضاع لعمة العروس مِصَرّ دراهم (١) في وقت لصقها وقالت: فيه عشرة سليمية وعشرة أشرفية فضة وذلك لوجعها وعدم ضبطها لحالها. فالله تعالى يعافيها ويجعل عاقبتها لخير في مهمّها.

وفي صبح الغمرة كان سماط الوليمة في سكن أبي الزوج بوقف رباط العباس في سوق الليل، وكان لطيفًا فيه المأمونيتان والرغيف السيوطي والرزان والمشورات والماوردية والرومية وغيرها من الأطعمة تكملة اثني عشر -ظنا-. وحضره قضاة البلد وفقهاؤها وبعض التجار وغيرهم. ثم مدّ للنساء مَدّة لطيفة بعد الرجال.

ودخل الزوج على زوجته في ليلة الخميس عاشر الشهر. وهنّأه الناس في صباحها وقدم لهم المعمول والطيب على عادة أهل مكة. وأخرج والد العريس الموجبة.

واشتغلت عمة العروس أم الهدى بوجعها، لطف الله بها وأخلفها خيرًا في أهلها وجبرها، ثم اشتد بها الألم وانفتح بطنها بالإسهال وحصل لها الغشيان واستمرت على ذلك اثني عشر يومًا بعد دخول ابنة أخيها على زوجها وأوصت بجهازها، يقال مائة سلطاني، وأعتقت جاريتين تركية وحبشية وعبدين حبشيًا وأسود (٢). وأقرتْ بدين لزوجها ستمائة أشرفي وأوقفتْ حصتها في بيتين لها -أحدهما بسوق الليل من مخلف أبيها وثانيهما بالمسعى من مخلف أمها- على ابنتي أخيها مدة حياتهما ومن بعدهما على ذريتهما، فإذا انقرضوا يكون لذرية


(١) بالأصل: درهما.
(٢) سقط حرف الدال من الكلمة.