للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاصبهما ابن عمها الوجيهي عبد الرحمن بن الشيخ إدريس بن عبد القوي وهو فقير الحال، كثير الأولاد والعيال، وبذلك حُرم كثيرًا من مخلفها وهو من مكر زوجها.

والله تعالى يعفو عنها لأنها ماتت وعمرها خمس وخمسون سنة في غروب شمس يوم الإثنين حادي الشهر، فجهّزت في ليلتها وصلّي عليها صبح يوم الثلاثاء ثاني تاريخه ودفنت بالمعلاة على قبر أختها سعادة بجانب أبيها وجدّها. رحمها الله تعالى وإيانا وجميع المسلمين.

وعمل على قبرها خيمة وقارئين ولم يعمل زوجها لها ربعة إلّا بأصحابه بلا ختم بل عمل تهليلة للفقراء عصر جمعتها. وكانت (١) المرحومة يعجبها التجمّل وفعل الخيرات والصلات مع عُجبها بنفسها وموافقتها لزوجها في قطع رحمها. عفا الله عنها ورحمها.

واتفق في عشاء ليلة الأحد عشريْ الشهر ولد ذكر للشيخ المدرس النحوي عفيف الدين عبد الله بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي الفاكهي سمّاه باسم أبيه شهاب الدين أحمد، وأمّه .... (٢) وهو بكر لأبويه واقتصرا في فرحتهم لوجع جارتهم أم الهدى ابنة الشيخ فضل بن عبد القوي.

وحصل في ليلة موتها وصباحه هواء وشعث ثم مطر غزير في مكة وأعمالها وتباشر الناس بعموم الرحمة. خصوصًا وقد شرع ولاة الأمر في تفرقة المبرة من الحب الواصل لأهل مكة من الخنكار سليمان خان بن عثمان وزوجته خاصكي أم ولده مصطفى في صبح يوم الإثنين المذكور وحضره قضاة مكة الأربعة والشيخ الصوفي علي الكيزواني الحلبي لكون نائب مصر جعل له التكلم مع قاضي مكة المفصول مصلح الدين مصطفى الرومي، وقد سافر مع الحاج الشامي ويتحدث الناس بموته


(١) بالأصل: وكان.
(٢) بياض بمقدار ثلاث كلمات بالأصل.