للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقُرئ مرسومان للشريف ووَلده مضمونهما: وصول الأمير مصلح الدين الرومي والمقرّ الشهابي بن الجيعان إلى الديار المصرية وأثنَيَا على المقرّ وشَكَرَا هِمّتَه وذكرا أمان البلاد، وأنّ الجمل الواحد يسير من مكة إلى جدة والينبوع وليس معه رفيق. فحمدنا الله تعالى على ذلك. وقصد الأمير مصلح الدين الإقامة بجدة مدّة أشهُر ليرسل الشهابي القاضي ابن الجيعان إلى الديار اليمنية لينظر في حالها ويتطلب الخواجا عباس. ثم بعد مدّة ظهر. . . . (١) له، فسُرّ بذلك الأمير مصلح الدين وتوجّه مسرورا. ووصلتْ مكاتباتكم صحبة الأمير مصلح الدين وامتثلنا ما فيها، وكنّا أرسلنا لكم تشترون (٢) لنا ما نحتاج إليه من البضائع الهندية واليمنية، فالآن تبذلوا هِمّتكم في ذلك وتجعلوا معشَر جدة على زمن الأشرف قايتباي، فإنّ بيننا وبينكم محبة قديمة في زمن الأخ قانصوه المحمدي محاورا بمكة (٣)، وحصلت (٤) له العناية والمساعدة منكم، ولنا فيكم محبة. ولما وصل إلينا قاصِدُكم الشيخ مسلم وأخبرنا بعافيتكم سُرِرْنا بها وأنعمنا عليه بتقرير مائتي دينار (٥) في كلّ عام له ولأولاده، ووصلت معه مكاتبات منكم تتضمّن ما ذكرتموه من جهة سلمان القبطان فامتثلنا أمركم وجَهّزناه بعياله وأولاده إلى إسطنبول.

فأنتم تهتمّون في ضبط المراكب التي بجدة وإصلاحها وتحرير ما فعله الأشرف الغوري وسلمان وتحتفظون بالعدة التي في الحواصل الكائنة بالفرضة وتجعلون قبطانا ترضوْنه. فإنه بلغنا وصول الفرنج إلى قرب


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) بالأصل: تشتروا.
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٤) بالأصل: حصل.
(٥) بالأصل: مائتين دينارا.