وفي ظهر يوم الثلاثاء سابع عشريْ الشهر اجتمعتُ بالشيخ العلامة المفتي شهاب الدين أحمد بن علي بن قاسم بن محمد التجيبي الفاسي المالكي الشهير بالزقاق (١)، نفع الله به وردّه لبلده، وذلك في خلوة سكنِه بالمدرسة الزمامية المطلّة على الرواق الشمالي من المسجد الحرام، فأنشدني من لفظه قوله متشوّقا إلى بلده على منوال أبيات السيد بلال ﵁:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة … بفاس وحولي أهلها وخيارها
وأنشد لبعض المتقدمين في المعنى وذكره ابن عبد البر في الجامع شرح الموطأ:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة … بوادي الخزامى حيث ربّينني أهلي
بلاد بها نِيطتْ عليّ تمائمي … وقُطَّعْن عنّي حين أدركني عقلي
وفي مغرب ليلة الخميس التاسع عشريْ الشهر ماتتْ المرأة الأصيلة خديجة ابنة أحمد بن عبد الرحمن ابن الجمال المصري محمد بن أبي بكر بن علي الأنصاري المكي، فحُهّزتْ في ليلتها وصليّ عليها صبح تاريخها عند باب الكعبة بعد صلاة الصبح، ودُفِنتْ بالمعلاة عند قبر أسلافها بالقرب من قبر الشيخ أبي بكر الزّيْلعي، نفع الله به ورحمها، وعمرها نحو السبعين، وخلّفتْ ثلاث بَناتٍ اثنتان بمكة وواحدة بمصر من الشيخ المحيي ابن أبي الفضائل محمد بن محمد بن إبراهيم المرشدي.
وفي ضحوة نهار تاريخه وُلِد لي ابنة مباركة إن شاء الله تعالى سمّيْتُها أمّ محمد كمال ستّ الكلّ آسية، تبرّكا باسم زوجتي والشيخة المباركة الأصيلة آسية ابنة
(١) أحمد بن علي بن قاسم بن محمد التجيبي الزقاق الفاسي المالكي. ورد اسمه في النص "الدقاق" وهو خطأ أصلحناه. والزقاق رحل من المغرب وحجّ ولقي أعلاما وتفقه به الكثير وتوفي سنة ٩٣٢ هـ. ترجمه ابن القاضي في درة الحجال ١: ٩٣؛ مخلوف: شجرة النور الزكية ١: ٢٧٤.