للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه، فى يوم الاثنين سادسه، فرّقت الجمالى على المماليك، والأمراء، بسبب السفر إلى الشام.

وفيه قدم كتاب الأمير شيخ المحمودى، من صفد، بوصول رأس جكم؛ فدقّت البشائر. - وفيه، فى ثامنه، وصل عدّة مماليك، قد قبض عليهم الأمير شيخ فى وقعة (١) غزّة.

وفيه، فى ثانى عشره، ضربت عنق والى الفيوم، بين يدى جمال الدين، الأستادار، فى داره، بأمر شهد به عليه اقتضى قتله.

وفيه، فى يوم الجمعة ثامن عشره، قدم حاجب الأمير نعير، ومعه رأس الأمير جكم، ورأس ابن شهرى، فخلع عليه، ودقّت البشائر لذلك، وطيف بالرأسين على قناتين، ونودى عليهما فى القاهرة، ثم علّقا على باب زويلة؛ ونودى بالزينة، فزيّنت القاهرة، ومصر، سبعة أيام، والرأس معلّقة؛ وقيل، إنّ قرايلك قطع أعضاء جكم، وأرسل كل عضو منها إلى مدينة من مدائن الشرق.

وقد كفى الله تعالى الملك الناصر شرّ جكم، وقتله بيد (٢) غيره؛ وكان الملك الناصر تلاشى أمره، وصار لا يتجاوز حكمه إلى غزّة، وخرجت من يده الشام، وحماة، وطرابلس، وحلب، وغير ذلك من البلاد الشامية، والحلبية، وصار حكمه ما ينفذ إلا بمصر وأعمالها، مثل الإسكندرية، ودمياط، والبلاد الشرقية، والغربية، والصعيد، والبحيرة، فقط.

فكانت مدّة سلطنة جكم العوضى بحلب والشام، شهرين وأيام، وكان ملكا مهابا، شجاعا بطلا، لا يملّ من الحروب، ليلا ولا نهارا، وقد أفنى عمره فى عصيان وفتن، وكان سفّاكا للدماء، شديد الخلق، صلبا فى أموره؛ وقد خرب غالب بلاد الشام، وخرج أوقاف الناس التى بالبلاد الشامية، وفرّقها إقطاعات بمثالات على جماعته، وندب فى ذلك الأمير نوروز، فما أبقى ممكنا (٣) فى ذلك، وقيل فى المعنى:


(١) وقعة: كذا فى الأصل.
(٢) بيد: بيده.
(٣) ممكنا: ممكن.