للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعيان المباشرين، خلا القاضى كاتم السرّ ابن أجا فإنه كان عليلا منقطعا عن الركوب، وكان السلطان والأمراء بنخافيف صغار وسلاريات صوف بصمور، وكان قدام السلطان بعض جنائب ونوب هجن، وكان قدامه طبلان وزمران والنفير البرغشى فطلع إلى القلعة قبل المغرب بخمس درجات، فكانت مدّة غيبته فى هذه التشوطة ثمانية أيام. - وفى يوم السبت المقدم ذكره حضر مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة، وقد وصل من مكة إلى القاهرة فى أحد عشر يوما فعدّ ذلك من النوادر، انتهى ذلك. - وقد خرجت هذه السنة المباركة عن الناس على خير وسلامة، وكانت سنة مباركة وقع فيها الرخاء فى سائر الغلال، وأخصب فيها الزرع والفواكه والبطّيخ، وكان النيل فيها عاليا وثبت إلى أواخر بابه، وكانت سنة مباركة غير أنها كانت كثيرة الحوادث، ووقع فيها الطاعون فى أوائلها، وحصل فيها توعّك للسلطان فى عينه حتى أشرف على العماء ثم شفى من ذلك، وحصل فيها عزل للقضاة الأربعة فى يوم واحد وولى السلطان أربعة قضاة عوضهم فى يوم واحد، وكان السلطان أبطل المجامعة والمشاهرة التى كانت تؤخذ من جهات الحسبة ففرحوا الناس بذلك، ثم بدا للسلطان بإعادة ما أبطله من وجوه المظالم فشقّ على الناس ذلك، وكانت جهات الشرقية والغربية فى غاية الاضطراب بسبب فساد العربان لموت الجويلى وجور الكشّاف ومشايخ العربان، والأمر فى ذلك كله إلى الله تعالى.

[ثم دخلت سنة عشرين وتسعمائة]

فيها فى المحرم كان مستهلّ الشهر يوم الأحد المبارك، فكان الخليفة يومئذ الإمام المتوكل على الله محمد بن الإمام المستمسك بالله يعقوب بن الإمام المتوكل على الله عبد العزيز، وسلطان الديار المصرية الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغورى عزّ نصره، وأما القضاة الأربعة أئمّة الدين فالقاضى الشافعى علاى الدين الإخمسى والقاضى الحنفى شمس الدين بن النقيب محمد السمديسى