أخذ صحبته محفة فتحقق عند الناس أنه لا بدّ أن يشوّط من هناك إلى مكان يختاره. - وفى يوم الاثنين ثامن عشره نفقت الجامكية على العسكر فى غياب السلطان. - وفى أثناء هذا الشهر قتل شخص من المماليك السلطانية يقال له برسباى حداية، وكان أصله من مماليك الظاهر خشقدم، فوجدوه مذبوحا فى داره هو وعبده ولا يعلم من قتله، ويقال إن بعض المماليك الأجلاب قتله لأجل إقطاعه، وكان غير مشكور السيرة. - وفى يوم الثلاثاء تاسع عشره جاءت الأخبار بأن السلطان لما توجه إلى برّ الجيزة نزل بالمنية التى عند إنبابة، ثم توجه من هناك إلى المنصورية ونصب بها الوطاق هو والأمراء وأقام بها أياما، وصار يركب من هناك ويسيّر ويتصيّد، وقيل إنه توجه إلى جسر أمّ دينار وكشف عليه ثم رجع إلى الوطاق. - ثم إنه فى يوم الجمعة رحل من المنصورية وعاد إلى إنبابة فأقام بها ذلك اليوم، وكان أشيع بين الناس بأن السلطان يحرق هناك فى ليلة السبت إحراقة نفط، فتوجهت إليه الناس أفواجا أفواجا بسبب الفرجة فلم يصحّ أمر النفط هناك، وقد استخف عقل السلطان جماعة من الأمراء فى هذه التشوطة التى شوّطها فى هذه الأيام الشاتية، وقد حصل للأمراء والعسكر غاية الكلفة والمشقّة من غير سبب يوجب ذلك، وكان السلطان أخذ صحبته محفة وقويت الإشاعة بين الناس بأن السلطان يتوجّه من هناك إلى الفيوم وقيل إلى ثغر الإسكندرية فلم يصحّ ذلك. - فلما كان يوم السبت ثالث عشرينه صلى السلطان العصر بالوطاق، ثم عدّى من هناك إلى بولاق وقصد التوجّه إلى القلعة، فطلع من على قناطر السباع وشقّ من الصليبة، وكان فى موكب هيّن بخلاف ستة أنفس وهم: الأمير طومان باى الدوادار والأمير علان الدوادار الثانى أحد المقدمين والأمير أنصباى حاجب الحجّاب والأمير تمر أحد المقدمين والأمير خاير بيك الكاشف أحد المقدمين والأمير ماماى جوشن أحد المقدمين وبعض أمراء عشرات وبعض خاصكية مشاة، وكان قدامه جماعة من أرباب الوظائف من