رجلا، فقال للخفراء: «ومن هذا الرجل الزائد الذى معهم»؟ فبهتوا الخفراء، فقال لهم: «ما شأنكم»؟ فقالوا: «يا أمير قد عدّيناهم (١) فى الليل، فرأيناهم ناقصين واحدا، فمرّ بنا هذا الرجل، فمسكناه وشنقناه معهم»، فقال الأمير شهاب الدين: «أرونى هذا الرجل المسكين الذى وقع لكم»، فلما رآه وجده شخصا قاطع طريق، وله مدّة يتطلّبه، فلم يقع له ولا قدر على تحصيله، فلما رآه سرّ به، وتعجّب من هذه الواقعة الغريبة، انتهى ذلك.
وفى أيامه، توفّى الشيخ العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى، واسمه يوسف ابن عبد الرحيم، تلميذ الشيخ أبى مدين، توفّى فى رجب سنة اثنتين وأربعين وستمائة، ودفن بالأقصر، من أعمال الصعيد.
وفى أيامه أيضا توفّى الشيخ العارف بالله قطب الوجود الشيخ أبو السعود، واسمه محمد بن أبى العشائر القرشى الباذبينى الواسطى، ولد فى باذبين فى شعبان سنة سبع وسبعين وخمسمائة، ثم قدم مصر وأقام بها فى زاويته التى عند باب القنطرة، حتى مات فى يوم الأحد تاسع شوّال سنة أربع وأربعين وستمائة، وخرج مشهده من زاويته التى عند باب القنطرة، ودفن بالقرافة الصغرى، ﵁؛ وكان له كرامات خارقة، ومناقب حسنة، ومن تلاميذه الشيخ داود العزب، وغيره من الأولياء، انتهى ذلك.
[ثم دخلت سنة ست وأربعين وستمائة]
فيها، فى رمضان، توفّى قاضى القضاة الشافعية أفضل الدين الخونجى الفيلسوف، تولّى القضاء بعد الشيخ عزّ الدين بن عبد السّلام.
فلما توفّى الخونجى، أخلع الملك الصالح على الشيخ تاج الدين بن بنت الأعزّ، واستقرّ به قاضى قضاة الشافعية، ووزير الديار المصرية، وقد جمع بين القضاة، والوزارة، وتدريس الشافعى.
قال ابن عبد الظاهر: اجتمع مع الشيخ تاج الدين بن بنت الأعزّ، خمس عشرة
(١) عديناهم: كذا فى الأصل.