للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفّى عبد الرحمن، المهتار، مقتولا بصفد، فى ذى القعدة، وكان قد تأمّر، وغزا الكرك، وأفسد فيما هناك، بكثرة الفتن.

وتوفّى الأستاذ الفاضل الصارمى إبراهيم بن دقماق، مؤرخ الديار المصرية، وكان من ثقات المؤرّخين، مولده فى ليلة الأربعاء رابع شهر رمضان، سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ومات وقد بلغ من العمر أربعة وستين سنة، وألّف من التواريخ عدّة كتب، منها: تاريخه، نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام؛ والنفحة المسكية فى الدولة التركية؛ وتأريخا على الحوادث؛ وآخر على التراجم؛ وآخر فى طبقات الحنفية، لكن حطّ فيه على جماعة منهم وذكر مساوئهم، وكان السكوت عن ذلك أليق به، انتهى.

[ثم دخلت سنة عشر وثمانمائة]

أهلّت ودمشق بيد نوروز الحافظى. - وقد تغلّب تمربغا المشطوب على حلب، بعد ما حاربه أهلها، وأعانهم الأمير على بك بن ذلغادر، وقد قصد حلب بجمع كبير من التراكمين، بعد قتل جكم، ليأخذها، فكانت بينهم حروب آلت إلى استيلاء المشطوب على القلعة، بموافقة من بها، فانهزم ابن ذلغادر، وتمكّن المشطوب وأخذ أموال جكم، واستخدم مماليكه، فعزّ جانبه.

وأهلّ المحرّم بيوم الأربعاء، وسعر الدينار المشخّص، بالقاهرة، مائة وأربعين درهما فلوسا؛ وكل درهم كاملى، بخمسة دراهم من الفلوس؛ وكل رطل لحم من الضأن، بتسعة دراهم؛ وكل رطل من لحم البقر، بسبعة، وهو قليل الوجود؛ وكل أردب من القمح، بمائة وثمانين، فما دونها.

وفيه، فى يوم الخميس ثانيه، جلس السلطان للنفقة، فلم يتهيّأ. - وفيه، فى ثالثه، قدم مبشّرو (١) الحاج، ولم تجر عادتهم بالتأخّر إلى مثل هذا الوقت، وذلك أنّ صاحب خليص عوّقهم عنده، وجرح بعضهم بعد محاربتهم من أجل تأخّر مرتّبه، الذى جرت به عادته أن يحمل إليه من قديم الزمان.


(١) مبشرو: مبشروا.