وهو صاحب القنطرة التى عند درب الشمسى؛ فلما حضروا أخلع عليهم وأعادهم إلى وظائفهم وإمرياتهم.
ولما قتل الشجاعى، أخلع السلطان على الصاحب تاج الدين بن الصاحب فخر الدين بن الصاحب بهاء الدين بن حنا، واستقرّ به وزيرا، عوضا عن سنجر الشجاعى، بحكم قتله كما تقدّم.
قلت: والصاحب تاج الدين هذا، هو الذى اشترى الآثار الشريف النبوى، وكان هذا الآثار عند جماعة من بنى إبراهيم بالينبع، فتلطّف بهم حتى اشتراه منهم بستين ألف درهم فضّة، وحمله إلى مصر، فأودعهم أولا فى رباط الأفرم، المطلّ على بركة الحبش، ثم إنّه أنشأ مسجدا مطلاّ على بحر النيل، ونقل إليه الآثار الشريف، واستمرّ به مدّة طويلة، وكانت الناس تقصد الزيارة إليه فى كل يوم أربعاء.
فلما تلاشى أمر ذلك المكان، وصار مقطع طريق، واستمرّ على ذلك إلى سنة تسع وتسعمائة، فنقله الملك الأشرف قانصوه الغورى إلى مدرسته، التى أنشأها فى الشرابشيين، كما سيأتى ذكر ذلك فى موضعه.
وكان نقله عن مكانه غير شرط الواقف، وقد ذكر نقله أيام الشيخ أمين الدين الآقصراى رحمة الله عليه، فلم يوافق على نقله من مكانه، وقال: «ما نتّبع فى ذلك إلا شرط الواقف»، انتهى ذلك.
[ثم دخلت سنة أربع وتسعين وستمائة]
فيها، فى يوم عاشر (١) المحرّم، ركب جماعة من المماليك الأشرفية تحت الليل، وفتحوا باب سعادة، وهجموا على اصطبلات الناس، وأخذوا خيولهم؛ فلما طلع النهار، أرسل الأمير كتبغا قبض على من فعل ذلك من المماليك، وقطع أيديهم، وطاف بهم القاهرة، ثم صلبهم على بابى زويلة، ووسّط منهم جماعة، وكان الذى فعل ذلك نحو ثلثماية مملوك (٢).
(١) عاشر: عشر.
(٢) مملوك: مملوكا.