للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تواضع وخضوع إلى الغاية، وكان بطول الطريق لا يتكلم فى شئ يتعلق بالأحكام بين الناس، وفعل فى الطريق أشياء كثيرة من وجوه البرّ والمعروف، فحصل لأسنباى المبشّر جملة خلع ومال له صورة من الأمراء وأعيان الناس، ومن خوند زوجة السلطان وغير ذلك من أرباب الدولة.

وفيه جهّز الأتابكى أزبك ويشبك الدوادار وجماعة من الأمراء إقامات لملاقاة السلطان بالعقبة، وخرج الأمير أزبك اليوسفى أحد المقدمين صحبة ذلك، وخرج معه جماعة كثيرة من أرباب الدولة لملاقاة السلطان من العقبة، واهتمّ الأمير يشبك الدوادار ببياض أماكن بالقلعة، ودهان أبوابها، وضرب الرنوك السلطانية عليها، وجلاء واجهة القصر الأبلق وما يليه، حتى ظهر رخامه الملون، وقد احتفل فى إصلاح ذلك جدا. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة خليل بك بن حسن الطويل ملك العراقين، وكان أكبر أولاد حسن الطويل، فثار عليه بعض أمرائه فقتله، فلما مات ولى من بعده أخوه يعقوب، وكان من خيار بنى حسن الطويل. - وتوفى تانى بك الأشقر المحمدى البواب، أحد العشرات، وكان كاشف المنوفية، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة خمس وثمانين وثمانمائة]

فيها فى المحرم بعث السلطان نجّابا إلى الأمراء، وأخبر النجّاب بأن السلطان دخل إلى المدينة الشريفة، وزار وأنعم بها على الفقراء بخمسة آلاف دينار، وأنه رحل إلى نحو الينبع قاصدا للعقبة، ثم رحل عنها وهو واصل عن قريب، ثم رسم لهم بأن لا يخرج إلى ملاقاته أحد من الأمراء، وأن السلطان ينزل بقبّة الأمير يشبك التى بالمطرية، فبادر الأمراء بالخروج إلى هناك ونصبوا الخيام، ثم جاءت الأخبار بأن السلطان قد وصل إلى البويب، فلما تحقق الأمراء ذلك ركب الأتابكى أزبك والأمير يشبك الدوادار، وبقيّة الأمراء، من المطرية وتوجّهوا إلى ملاقاة السلطان،