للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعدّ ذلك من النوادر، ولكنه أتلف الأمقتة والبطيخ والخيار، فلما ضجّ الناس من ذلك نقص الماء ستة عشر أصبعا، فخاف الناس من ذلك، وتشحّطت الغلال وصار الوالى يكسر جرار الخمر، وحجر على الحشيش، ومنع الخواطئ من عمل الفواحش.

وفى ذى الحجة، حضر مبشّر الحاج، وهو مسلوب من الثياب، وقد عرّوه عرب بنى لام فى الوجه، وأخذوا ما معه من الكتب وغير ذلك. - وفيه جاءت الأخبار بأن شاه روخ جهّز ولده أحمد بك، ومعه عساكر جمّة، فأتوا إلى ديار بكر ولم يشوّشوا على أهلها، ونادى لهم بالأمان والاطمان وإظهار العدل فى الرعيّة.

وفيه رسم السلطان بقطع أصابع عبد القدوس بن الجيعان، وكان قد أفشى عنه أشياء كثيرة يخطّها، يزوّرها عن خطوط المباشرين والقضاة، فاشتهر بذلك بين الناس، وكان نادرة عصره فى محاكاة (١) خطوط الناس. - وفيه توفّى المسند مجد الدين إسماعيل بن على بن محمد بن داود بن محسن بن عبد الله بن رستم البيضاوى الشافعى، وكان من العلماء الفضلاء، ماهرا فى كل فنّ، علاّمة عصره.

ثم دخلت سنة تسع وثلاثين (٢) وثمانمائة

فيها فى المحرم، ثانى يوم من مسرى، كان وفاء النيل المبارك، فلما أوفى (٣) نزل المقر الجمالى يوسف بن السلطان، [وتوجّه إلى المقياس وخلّق العمود] (٤) وفتح السدّ، وكان له يوم مشهود. - وفيه دخل الحاج إلى القاهرة مع السلامة، وأخبر بوفاة الشيخ علاء الدين على بن طيبغا بن حاجى بك القبيباتى الحنفى، شيخ تربة السلطان التى فى الصحراء، وكان عالما فاضلا من أعيان الحنفية؛ ثم بعد وفاته قرّر السلطان فى مشيخة تربته الشيخ محيى الدين الكافيجى، عوضا (٥) عن ابن القبيباتى بحكم وفاته.


(١) محاكاة: محاكات.
(٢) وثلاثين: وثلاثون.
(٣) أوفى: أوفا.
(٤) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٨٧ آ.
(٥) عوضا عن: شيخ عن.