للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رمضان، أعيد محمد الصغير إلى كشف الوجه القبلى، وصرف عنه الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخ، وكان قرّر فى الوجه القبلى بعد ما جرى عليه ما جرى كما تقدّم ذكره. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة صاحب شيراج السلطان إبراهيم بن أمير زاه بن شاه روخ بن تمر لنك، وكان من أجلّ ملوك الشرق قدرا.

وفى شوال، وصل قاصد شاه روخ، وعلى يده كتاب للسلطان، يذكر فيه أنه عزم على زيارة بيت المقدس، وأرسل ينكر على السلطان فى أخذ المكوس من التجّار، وكل ذلك تحريش لطلب الشرّ. - وفيه أخلع السلطان على عمر أخى التاج وقرّر فى الولاية، عوضا عن ابن الطبلاوى. - وفيه حرج الحاج من القاهرة، وكان أمير المحمل صلاح الدين بن نصر الله، وكان صلاح الدين بن نصر الله يومئذ أمير طبلخاناة، وهو فى زىّ الأتراك، وأمير ركب الأول تمرباى الدوادار الثانى؛ وخوند بنت ططر حجّت فى هذه السنة، وهى زوجة السلطان.

وفى هذا الشهر كان ظهور جانى بك الصوفى، الماضى ذكر تسحّبه (١) من السجن بثغر الإسكندرية، فى سنة ست وعشرين وثمانمائة، ولم يعلم له خبر، فظهر أنه عند بعض أمراء التركمان، فلما سمع السلطان هذا الخبر تنكّد جدّا، ثم كان من أمر جانى بك الصوفى ما سنذكره فى موضعه. - وفيه توفّى الشيخ تقى الدين محمد بن محمد ابن عمر بن رسلان البلقينى الشافعى، وكان ذكيّا فاضلا، وهو والد الشهابى أحمد البلقينى، الذى تولّى قضاء الشافعية بدمشق.

وفى ذى القعدة، جاءت الأخبار بأن جانى بك الصوفى التجأ إلى أسلماس بن كبك التركمانى، ومحمد بن قطلبك، وهما من أكابر أمراء تلك البلاد، فنزلوا على ملطية، والتفّوا على سليمان بك بن ذلغادر. فلما سمع السلطان هذا الخبر، حار فكره فى هذا الأمر؛ ثم جاءت الأخبار بأن جانى بك الصوفى قبض على بلبان نائب دريدة؟؟؟ وسجنه، فاضطربت أحوال السلطان لذلك غاية الاضطراب.

وفيه أخذ قاع النيل المبارك، فجاءت القاعدة أحد عشر ذراعا وعشرة أصابع،


(١) تسحبه: سجنه.