المصرية فى دولة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى؛ وكان ابن دانيال هذا شاعرا ماهرا، وله شعر جيّد، فمن ذلك ما قاله عن نفسه، وهو قوله:
يا سائلى عن حرفتى فى الورى … وضيعتى فيهم وإفلاسى
ما حال من درهم إنفاقه … يأخذه من أعين الناس
وقوله:
ما عاينت عيناى فى عطلتى … أقلّ من حظّى ولا بختى
قد بعت عبدى وحمارى معا … وأصبحت لا فوقى ولا تحتى
وتوفّى فى هذه السنة قاضى القضاة الحنفى شمس الدين السروجى (١)، مات وهو منفصل عن القضاء. - وتوفّى العلامة الحافظ التبريزى، محدّث مكّة؛ وغير ذلك من العلماء والصلحاء
وفى ذى القعدة من سنة عشر وسبعمائة، توفّى الشيخ بهاء الدين على بن عيسى ابن سليمان الثعلبى المصرى، وكان ناظر الأوقاف؛ وليس هو الشيخ أبو الحسن الثعلبى المحدّث.
[ثم دخلت سنة إحدى عشرة وسبعمائة]
فيها عزل القاضى شرف الدين بن فضل الله العمرى، عن كتابة السرّ بمصر، واستقرّ كاتب السرّ بدمشق؛ وتولّى عوضه بمصر القاضى علاء الدين بن تاج الدين ابن الأثير، وكان عالما فاضلا، شاعرا ناظما ناثرا، ومن شعره، وهو قوله:
لا تعجب الناس للورقاء إذ سقطت … على مليح بديع القدّ فتّان
رأته مثل قضيب البان معتدلا … والورق ما برحت تصبو (٢) إلى البان
وفى سنة إحدى عشرة وسبعمائة، عزل جمال الدين الزرعى، عن قضاء الشافعية؛ وأعيد بدر الدين بن جماعة، واستمرّ بها مدّة طويلة إلى أن كفّ بصره، ومات.
وفيها جاءت الأخبار من أفريقية ببلاد الغرب، بأن قد خطب فيها على المنابر باسم
(١) السروجى: ورد ذكر وفاة السروجى هنا فيما سبق ص ٤٣٥ ص ٦.
(٢) تصبو: تصبوا.