للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجد عنده من الخيول الخاص ثلثماية رأس دون الدشار، ومن البنال مائة وعشرون قطارا، ومن الجمال مائة وعشرون قطارا.

وظهر له مخبأة فى داره، فيها أكياس ذهب ما يعلم لهم عدّة؛ ووجد له مخبأة أيضا، فى مكان عند بيت الخلاء، فيها ذهب سكب بغير أكياس ما يعلم قدره.

ووجد له من الأملاك، والضياع، والمعاصر، والشون، والمراكب، ما لا ينحصر، حتى قيل كان متحصّله فى كل سنة من أجرة أملاكه وضياعه ومستأجراته وحماياته، ما ينيف عن مائة ألف دينار فى كل سنة.

ووجد عنده من المماليك، والخدّام، والعبيد، والجوار، نحو ثلاثة آلاف رأس؛ ووجد عنده من الفرش، والمقاعد والبسط الرومى ما لا ينحصر؛ ووجد عنده من الأغنام والأبقار ما لا يحصى؛ ووجد عنده من الغلال ثلثماية ألف أردب (١) فى الشون على بعضها، ومع هذا مات بالجوع وهو فى السجن، فسبحان المانع.

قال بعض المؤرّخين: عجبت من أمر سلار فى جمع هذه الأموال العظيمة، وكانت مدّته فى نيابة السلطنة إخذى عشرة سنة، فكيف حوى هذه الأموال العظيمة فى هذه المدّة اليسيرة؟ والذى يظهر بعين الفراسة، إما أنّه ظفر بكنز من كنوز القدماء، وإما أنّه أخذ هذه الأموال والتحف من بيت المال، عند ما توجّه الملك الناصر إلى الكرك، فإنّ مفاتيح بيت المال كانوا (٢) بيد سلار، فأخذ من بيت المال ما قدر عليه، وهذا الوجه أقرب من أن يكون ظفر بكنز، انتهى ذلك، وقد قيل فى المعنى:

اجمع وأنت من الدنيا على حذر … واعلم بأنك بعد الموت مبعوث

واعلم بأنّك ما قدّمت من عمل … محصى عليك وما خلفت موروث

وفى هذه السنة، أعنى سنة عشر وسبعمائة، فيها كانت وفاة الشيخ شمس الدين بن دانيال الحكيم، وهو صاحب كتاب «طيف الخيال»، قدم من الموصل إلى الديار


(١) أردب: أردبا.
(٢) كانوا: كذا فى الأصل.