الجيش، بحفر بئرين فى عيون القصب من طريق مكّة المشرّفة، فكان ماؤهما جيّدا عذبا، فحصل للحاج بهما غاية النفع.
وفى ذى الحجة، توفّى الصاحب تاج الدين عبد الوهاب بن الهيصم القبطى، ثم بعد وفاته، وكان متكلّما فى الديوان المفرد، فقرّر عوضه تاج الدين عبد الوهاب بن الخطيرى القبطى. - وفيه قرّر ناصر الدين التاج، والى القاهرة، فى نظر الأوقاف الجكمية، وكان فيه الضرر والنفع فى أيام ولايته.
ثم دخلت سنة خمس وثلاثين (١) وثمانمائة
فيها فى المحرم، قدمت خوند جلبان زوجة السلطان الأشرف برسباى، صحبة القاضى عبد الباسط، وقد أثنى عليها الحاج خيرا، فيما فعلته فى طريق الحجّاج، من البرّ والمعروف. - وفيه قدم طراباى نائب طرابلس إلى القاهرة، فأكرمه السلطان، وأخلع عليه، وقرّره على عادته، فأقام أياما ثم عاد إلى طرابلس، وطراباى هذا كان أتابك العسكر بمصر فى أيام ابن ططر.
وفى صفر، نزلوا المماليك من الأطباق، وتوجّهوا إلى بيت الصاحب كريم الدين [ابن كاتب المناخ، وكان متولّى الأستادارية، فنهبوا بيته عن آخره، ثم إنه بعد أيام استعفى من الأستادارية؛ فأخلع السلطان على الصاحب بدر الدين] (٢) ابن نصر الله واستقرّ فى الأستادارية، عوضا عن كريم الدين.
وفى ربيع الأول، عمل السلطان المولد على العادة؛ ثم إن السلطان رسم بخلاص من سجن على دين. - وفيه ابتدأ السلطان بهدم قصر بيسرى الذى كان بين القصرين.
وفى ربيع الآخر، أعيد آقبغا الجمالى إلى كشف الوجه القبلى، وصرف عنه دولات خجا، وكان من الظلمة الكبار؛ ثم إن آقبغا الجمالى سعى فى الأستادارية، وقرّر بها، وصرف ابن نصر الله.
(١) وثلاثين: وثلاثون.
(٢) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٧٦ ب.