للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت النصرة لصاحب غرناطة على الإفرنج. - وفيه توفّى الناصرى محمد بن أرغون الماردانى، المعروف بالمقيبسانى (١)، وكان عالما بارعا فى العلوم على مذهب الشافعى، وكان له شهرة زائدة عند أرباب الدولة.

وفى شوال، وقع نادرة غريبة، وهو أن فى ضيعة يقال لها كوم النجار، من أعمال الغربية، حدث فيها من الفيران ما شاء الله أن يحدث، فتضرّر من ذلك أهل تلك النواحى، فلما كان بعد العصر، وقع بين الفيران مقتلة عظيمة فى بعضهم، فاستمرّت من بعد العصر إلى قريب العشاء (٢)، فلما طلع النهار، وجد من الفيران موتى زيادة عن عشرة آلاف فأر، فجمعوا وحرقوا، ولم يبق منهم شئ بعد ما أفسدوا ما نبت من الزرع.

وفيه خرج الحاج من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير الركب قرا سنقر على العادة؛ وفى هذه السنة حجّت خوند جلبان زوجة السلطان، وهى أمّ ولده سيدى يوسف، وكان المتسفّر عليها القاضى عبد الباسط ناظر الجيش، فخرجت قبل العادة بثلاثة أيام، وكان لها يوم مشهود (٣). - وفيه توفّى الريس إسماعيل الرومى، وكان علاّمة فى الطب، وكان صوفيّا بخانقة بيبرس.

وفى ذى القعدة، كان وفاء النيل المبارك، أوفى (٤) فى تاسع عشرين أبيب، فنزل الأمير قرقماس حاجب الحجّاب فى الذهبية [وتوجّه إلى المقياس، وخلّق العمود، ثم توجّه إلى السدّ] (٥)، وفتح السدّ، وكان له يوم مشهود (٣). - وفيه توفّى شرف الدين بن مفلح الدمشقى الحنبلى، وكان علاّمة فى مذهبه. - وفيه اهتمّ القاضى عبد الباسط ناظر


(١) بالمقيبسانى: كذا فى الأصل. وفى طهران ص ١٧٦ آ: بالقبيسانى. وفى لندن ٧٣٢٣ ص ١٧٨ آ، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٥ آ: بالقبيسانى.
(٢) إلى قريب العشاء: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٥ آ: إلى طلوع الفجر.
(٣) يوم مشهود: يوما مشهودا.
(٤) أوفى: أوفا.
(٥) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٧٦ ب.