للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفى] (١) جمادى الآخرة، توفّى الشهابى أحمد بن الأقطع، نائب الإسكندرية، وكان من المقرّبين عند الملك الأشرف برسباى، بحيث أنه جعله دوادارا، ثم جعله زردكاشا، ثم ولاّه نيابة الإسكندرية، وكان أصله فقيرا جدّا، وكان والده طرقيا يعرف بالأسود وبالأقطع، فحظى ولده عند الأشرف برسباى، وكان فى خدمته من حين كان أمير عشرة، فلما تسلطن رقى (٢) فى أيامه إلى هذه الوظائف السنية؛ ثم بعد موته، قرّر فى نيابة الإسكندرية جانى بك الناصرى المعروف بالثور.

وفيه أخبر المنجّمون بوقوع كسوف الشمس، فلم يقع فى ذلك الشهر كسوف، فتعجّب الناس من ذلك؛ ثم بعد مدّة جاءت الأخبار من الأندلس بكسوف الشمس فى ذلك الشهر، فى ثامن عشرينه، فتعجّب الناس من ذلك، حيث لم يظهر بمصر كسوف، وظهر فى غيرها من البلاد.

وفى رجب، أدير المحمل على العادة، وساقوا الرماحة الذين (٣) انتشوا [من] (٤) جديد من بعد الفصل، فساقوا أحسن ممن مضى قبلهم، والدنيا ما تفتقر لأحد من الناس. - وفيه توفّى الشيخ وحيد الدين عبد الرحمن بن جمال الدين اليمنى الشافعى، وكان من أعيان علماء الشافعية.

وفى شعبان، جاءت الأخبار بوقوع زلزلة عظيمة بمدينة غرناطة، فوقع منها عدّة أماكن، وخسف منها ثلاث بلاد من أعمال غرناطة، وأقامت هذه الزلزلة تعاود الناس نحوا من أربعين يوما، فهلك منها من الناس ما لا يحصى.

وفى رمضان، جاءت الأخبار بأن بعد وقوع الزلزلة بغرناطة، جاء إليها الإفرنج فى جمع كبير، نحو مائة وثمانين ألفا، فتحاربوا مع الشيخ يحيى شيخ الغزاة، فكان بينه وبين الإفرنج وقعة (٥) لم يسمع بمثلها فيما تقدّم، فقتل من الفريقين نحوا من ستين ألفا، وأسر من الفريقين نحوا من اثنى عشر ألفا، وكانت هذه الغزوة من الغزوات المشهورة،


(١) [وفى]: تنقص فى الأصل.
(٢) رقى: رقا.
(٣) الذين: الذى.
(٤) [من]: تنقص فى الأصل.
(٥) وقعة: كذا فى الأصل.