عليه، فكان هذا العجل (١) أكبر أسباب الفساد فى البلاد الشامية، وترمى الفتن بين النوّاب.
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة (٢) وثمانمائة
فيها فى المحرّم، تزوّج بكتمر جلق بابنة السلطان. - وفيه أخلع السلطان على قراجا، شاد الشراب خاناه، واستقرّ دوادار كبير (٣)، عوضا عن بتخاص (٤) بحكم وفاته. - وفيه جاءت الأخبار بأنّ شيخ قد استولى على مدينة حلب.
وفيه وقع الطاعون بالشام، وطرابلس، ونابلس، وفلسطين، وحوران، وعجلون؛ ثم دخل مصر وفتك فى أهلها غاية الفتك، حتى أخلى (٥) دورا كثيرة (٦)، ومات به من الناس ما لا يحصى عددهم، حتى قيل:
أرى الطاعون يفتك فى البرايا … ويطعن طعن أرباب الحراب
وينشد عند هدم العمر منا … لدوا للموت وابنوا للخراب
وفيه عيّن [السلطان] (٧) بكتمر جلق، بأن يخرج إلى الشام، جاليش العسكر، إلى أن يحضر السلطان.
وفى صفر، جاءت الأخبار بوقوع جراد عظيم لم يسمع بمثله، جاء من مكّة المشرّفة إلى الشام، وعظم أمره بحوران، حتى أكل الأشجار، وأبواب الدور، وغلقت الأسواق؛ فلما كان يوم الجمعة حضر الناس إلى الصلاة، فملأ الجراد صحن الجامع، وترامى على الخطيب، حتى شغله عن الخطبة؛ وقد كثر أمر الجراد بحوران، وبعلبك، وعجلون، والشام، حتى وخمت منهم المدينة، وصار الناس يشمّون القطران لطرد الوخم عنهم، وكان الأمر عظيما.
(١) العجيل أو العجل بن نعير.
(٢) ثلاث عشرة: ثلاثة عشر.
(٣) دوادار كبير: كذا فى الأصل.
(٤) بتخاص: بنخاص.
(٥) أخلى: أخلا.
(٦) كثيرة: كثيرا.
(٧) [السلطان]: عن طهران ص ١٠٦ ب.