للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى حادى عشره (١)، عجّل السلطان بالمولد (٢) الشريف، فى غير شهره (٣)، لأجل سفره إلى الشام، وحضر فى المولد الشريف الشيخ الصالح إبراهيم بن رقاعة، والشيخ الصالح نصر الله الجلالى.

وفى ربيع الأول، خرج السلطان إلى السفر نحو الشام، بسبب قتال شيخ، وكان صحبته الخليفة العبّاس، والقضاة الأربعة.

وفيه كملت عمارة تربة السلطان برقوق، التى فى الصحراء، وقرّر فيها الشيخ صدر الدين (٤) أحمد بن محمود العجمى شيخا، وقرّر فيها عدّة صوفة.

فلما رحل السلطان، احتاط العسكر على خيول الطواحين، والبغال، وحصل للناس الضرر الشامل بسبب ذلك؛ فلما رحل السلطان من الريدانية، جدّ فى السير، حتى دخل دمشق، ففرّ شيخ من وجهه، فنادى السلطان لأهل دمشق، بالأمان والأطمنان، وأنّ أحدا لا يشوّش على أحد من الرعيّة، وأنّ الأمير نوروز الحافظى هو نائب الشام؛ فلما أقام السلطان بدمشق، أخلع على الأمير يشبك (٥) الموساوى، وقرّره فى نيابة طرابلس.

وفى ربيع الآخر، توفّى السيد الشريف على بن إبراهيم بن عدنان الدمشقى، كاتب سرّ دمشق، وكان من الأعيان، مات وهو منصرف عن كتابة السرّ.

ثم إنّ السلطان رحل عن دمشق، وتوجّه إلى حلب، فى طلب شيخ؛ فلما وصل إلى الأبلستين (٦)، كتب إلى شيخ، ومن معه من النوّاب: «إما أن تخرجوا عن مملكتى، أو تدخلوا فى طاعتى»؛ فلما وصل مرسوم السلطان إلى شيخ، قام وباس الأرض للسلطان، واعتذر فيما وقع منه فى حقّ السلطان، وأرسل يقول له: «إن كان السلطان ينعم علىّ بنيابة الشام، على عادتى، وإلا أنا أقنع بنيابة الأبلستين، ونوروز بنيابة ملطية»، فما رضى (٧) السلطان بذلك.


(١) حادى عشره: فى لندن ٧٣٢٣ ص ١١٠ ب: حادى عشر صفر.
(٢) بالمولد: فى طهران ص ١٠٦ ب: بعمل المولد.
(٣) شهره: شهوره.
(٤) صدر الدين: فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٩١ آ: شهاب الدين.
(٥) يشبك: فى باريس ١٨٢٢ ص ١٩١ ب: يوسف.
(٦) الأبلستين: البلستين.
(٧) فما رضى: عن طهران ص ١٠٧ آ، وفى الأصل: فأرضى.