للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إنّ السلطان، أعاد بكتمر جلق إلى نيابة الشام، وقرّر دمرداش، فى نيابة طرابلس؛ وقرّر قرقماس ابن أخى دمرداش، الذى يعرف بسيدى الصغير، وكان دمرداش يعرف بسيدى الكبير، فى نيابة صفد.

وفى جمادى الأولى (١)، جاءت الأخبار أنّ القان أحمد بن أويس قد قتل، هو وولده، فى الوقعة (٢) التى ثارت بينه وبين قرا يوسف، صاحب ماردين؛ وكان ملكا جليل المقدار بين ملوك الشرق، تولّى على بغداد مدّة طويلة، وقاسى (٣) شدائد ومحنا كثيرة، ولا سيما ما جرى له مع تمرلنك؛ وكان القان أحمد ينظم الشعر وله شعر جيّد، وكان يحفظ بالعربية، وله كتب مؤلّفة، وكان عنده شجاعة وفروسية، غير أنّه كان سفّاكا للدماء، شديد العربدة (٤)، إذا افتتن، يأخذ حبّه، يقتله، من غير ذنب، مع شدّة حبّه له؛ وكان فكه المحاضرة، مع حسن المذاكرة، ومن نظمه دو بيت (٥):

يا قلب أفق فكم غرام ووله … من خانك خنه ثم عوض بدله

النفس عزيزة على مالكها … لا يصلح لى من كنت لا أصلح له

وفيه قبض السلطان على القاضى صدر الدين بن الآدمى الحنفى، قاضى دمشق، وسجنه بقلعة دمشق، وكان من أصحاب شيخ.

وفيه جاءت الأخبار بأن وقعت فتنة عظيمة، بين أولاد أبو يزيد (٦) [بن عثمان] (٧)، ملك الروم، فانتصر موسى، على أخيه سلمان، وقتله، وملك برصا، وما يليها، من بعده.


(١) الأولى: الأول.
(٢) الوقعة: كذا فى الأصل.
(٣) وقاسى: وقاسا.
(٤) العربدة: فى طهران ص ١٠٧ آ، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١١١ آ، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٩١ ب: الغيرة.
(٥) دوبيت: كذا فى الأصل، ويعنى: بيتين اثنين.
(٦) أبو يزيد: كذا فى الأصل.
(٧) [بن عثمان]: عن طهران ص ١٠٧ آ، وأيضا فى لندن ٧٣٢٣ ص ١١١ آ، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٩١ ب.