ابن عبد الله بن توران شاه، صاحب حصن كيفا، وكان ديّنا خيّرا، وله فضايل ومكارم واشتغال بالعلم، وأقام فى مملكته بحصن كيفا نحوا من خمسين سنة؛ ولما مات قرّر بعده ولده الملك الأشرف أحمد، وقد سار على سير والده فى العدل والخير والأمر بالمعروف، حتى فاق والده فى أفعاله، وكان له نظم ونثر، ورقّة حاشية، وقيل فيه:
لسان نهاك يوضح كل معنى … وفهمك فى دجى الإشكال صبح
وقلب حماك يفهم كل قلب … بأنك للبريّة فيك نصح
ثم دخلت سنة ثمان وعشرين (١) وثمانمائة
فيها فى المحرم، توفّى القاضى علم الدين سليمان بن الكويز بن عبد الرحمن بن داود الشوبكى السكركى، أخو علم الدين (٢) كاتب السرّ، وكان حسن السيرة. - وفيه وصل الحاج إلى مصر، وقد تأخّر عن عادته بيومين لأسباب اقتضت ذلك؛ وحضر صحبة الحاج الشريف رميثة بن محمد بن عجلان أمير مكّة، وهو مقبوض عليه.
وفيه نزل السلطان لكشف عمائره، ثم توجّه إلى الجامع الأزهر فكشف عن الصهريج الذى أنشأه [به]، ثم زار [الشيخ] (٣) خليفة المغربى، والشيخ سعيد المغربى، وكانا من المقيمين فى الجامع الأزهر؛ ثم ركب من الجامع وتوجّه إلى دار الشيخ محمد ابن سلطان فزاره، ثم عاد إلى القلعة. - وفيه نودى للعسكر بالعرض لأجل تجريدة عيّنت إلى مكّة المشرّفة، بسبب فساد العربان وعصيان مقبل أمير الينبع، وفتنة كانت بمكّة المشرّفة. - وفيه شرع السلطان فى عمل مراكب حربيّة ليغزو بلاد الإفرنج.
وفى صفر، نزل السلطان ليكشف على عمارة المراكب التى أمر بها، وكانت بساحل بولاق، فكشف عليها؛ ثم سار إلى جزيرة الفيل، وطلع من على التاج والسبع وجوه؛ ثم سار إلى خليج الزعفران، وطلع من هناك إلى القلعة.
(١) وعشرين: وعشرون.
(٢) علم الدين: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٥٩ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٢٣ ب. ولكن فى طهران ص ١٥٧ آ: صلاح الدين.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٥٧ آ، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٥٩ ب