للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه توفّى قاضى قضاة الحنابلة علاء الدين بن مغلى، وكان علامة فى مذهبه، وهو على بن محمود بن أبى بكر مغلى السليمانى (١) الحموى، وكان يتكلّم على الأربعة (٢) مذاهب، وحفظ فى كل مذهب كتابا، وكان من أذكياء العالم، وكان حسن السيرة، تولّى ولاية قضاء حماة، ثم حلب، ثم قدم إلى القاهرة وقرّر فى قضاء الحنابلة بمصر؛ وكان ذا ثروة واسعة فى المال، ومولده سنة إحدى وسبعين وسبعمائة؛ فلما مات قرّر فى قضاء الحنابلة الشيخ مجد الدين أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن السترى البغدادى (٣)، عوضا عن ابن مغلى.

وفى ربيع الأول، عمل السلطان المولد الشريف وعجّل به، فعمل فى خامس ربيع الأول لأمر أوجب ذلك. - وفيه عيّن السلطان الأمير أرنبغا أحد الأمراء العشروات، ومعه مائة مملوك، وعيّن معه سعد الدين إبراهيم بن المرة القبطى، لأخذ مكوس جدّة؛ وهو أول مكس أخذ من جدّة، واستمرّ من يومئذ عمّال إلى الآن ببندر جدّة، وخرجوا وتوجّهوا إلى مكّة المشرّفة.

وفيه جاءت الأخبار بأن تغرى بردى من قصروه، الذى كان نائب حلب، قد قتل خنقا بقلعة حلب. - وفيه قرّر فى قضاء الحنفية بحلب الشيخ جمال الدين يوسف السمرقندى، عوضا عن شمس الدين بن أمين الدولة. - وفيه نزل السلطان وعدّى إلى برّ الجيزة، وتوجّه إلى وسيم وأقام بها أياما ثم عاد. - وفيه كملت عمارة الصهريج والميضة اللذين (٤) أنشأهما السلطان فى الجامع الأزهر.

وفى ربيع الآخر، قدم سودون (٥) من عبد الرحمن من الشام، فأكرمه السلطان وأخلع عليه، وأقام بالقاهرة أياما ثم عاد إلى دمشق؛ وكان سبب حضوره إلى القاهرة


(١) أبى بكر مغلى السليمانى: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٦٠ آ، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٢٣ ب. ولكن فى طهران ص ١٥٧ ب: أبى بكر بن مغلى السلماني.
(٢) الأربعة: الأربع.
(٣) البغدادى: المغدادى.
(٤) اللذين: الذى.
(٥) سودون من: سودون بن.