للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الأولى، أعيد القاضى بدر الدين محمود [العينى] (١) إلى قضاء الحنفية، وصرف عنها زين الدين التفهنى، وكان قد بدأ (٢) فى المرض، فجمع العينى بين القضاء والحسبة ونظر الأحباس فى وقت واحد.

وفى جمادى الآخرة، جاءت الأخبار بوفاة صاحب الحبشة، وكان مسلما، من أجلّ ملوك الحبشة قدرا. - وفيه قرّر صلاح الدين بن نصر الله فى الحسبة، عوضا عن العينى.

وفى رجب، أدير المحمل على العادة، [وساقوا الرماحة على جارى العادة، وكانت بهجة زائدة فى هذه السنة، وزيّنت القاهرة زينة حافلة] (٣)، وكان الأمر ساكنا من تشويش المماليك. - وفيه وصل نائب الشام سودون من عبد الرحمن، وكان السلطان أرسل خلفه، فلما حضر قرّر أتابك العساكر بمصر، عوضا عن جار قطلوا؛ وقرّر جار قطلوا فى نيابة الشام. - وفيه جاءت الأخبار بأن قرايلك يوسف، قد استولى على ماردين، وقتل متملّكها، وبعث مفاتيح قلعتها إلى السلطان، فلما ثقل أمر قرايلك، أخذ السلطان حذره منه، وشرع فى أمر السفر إليه.

وفى شعبان، أخلع السلطان على القاضى كمال الدين بن البارزى، وقرّر فى قضاء الشافعية بدمشق، مضافا إلى كتابة السرّ بدمشق، ولم يقع مثل ذلك لأحد قبله، فخرج وتوجّه إلى دمشق، وكان حضر صحبة نائب الشام سودون من عبد الرحمن، وقد وقع لوالده القاضى ناصر الدين ما يقرب من ذلك، وقد جمع بين قضاء حماة وكتابة سرّها.

وفى رمضان، توفّى الشيخ قطب الدين البهنسى الشافعى، وكان عالما فاضلا ناظما ناثرا. - وفيه تولّى القاضى شهاب الدين بن السفاح كاتب السرّ، وكان من أعيان الرؤساء، وتولّى عدّة وظائف جليلة بمصر والشام، وكان مولده سنة


(١) [العينى]: عن طهران ص ١٧٧ آ.
(٢) بدأ: بدى.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٧٧ آ.