للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ست وسبعين وسبعمائة. - وفيه قرّر دولات خجا فى ولاية القاهرة، عوضا عن ناصر الدين التاج.

وفيه توفّى الصاحب علم الدين بن أبوكم القبطى، وكان تولّى عدّة وظائف جليلة، وناف عن السبعين (١) سنة من العمر. - وفيه منع الوالى، دولات خجا، النساء من الخروج إلى الترب فى يوم الجمعة، ورسم بكنس الشوارع ورشّها بالماء فى كل يوم. - وفيه جاء الخبر بأن الخواجا شمس الدين محمد بن المزلق الدمشقى، أجرى عين ماء فى مكّة المشرّفة، فحصل بها غاية النفع لأهل مكّة المشرّفة.

وفى شوال، أخلع السلطان على الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخ، واستقرّ به كاتب السرّ، مضافا للوزارة، وهذا شئ لم يتّفق قطّ فى الدولة التركية، ولكن عابوا على السلطان كون أن قبطيا ولى كتابة السرّ، وهذه الوظيفة ما كان يليها إلاّ من يكون عالما فاضلا، وكان ابن كاتب المناخ عاريا عن صنعة الإنشاء، وكان يتوقّف فى قراءة القصص بين يدى السلطان، ولما مات ابن السفاح سعى فى كتابة السرّ جماعة كثيرة، فما قرّر فيها إلا ابن كاتب المناخ، فعدّ ذلك من النوادر.

وفيه توفّى قاضى قضاة الحنفية زين الدين عبد الرحمن بن على التفهنى الحنفى، وكان علاّمة عصره، ووحيد دهره، وكان عالما فاضلا، حسن الخطّ، عارفا بصنعة وظيفة القضاء، وقيل إنه مات مسموما من بعض جواريه، وكان مولده سنة أربع وستين وسبعمائة، وكان من خيار الحنفية، ومات وهو منفصل عن القضاء. - وتوفّى الشيخ شهاب الدين أحمد بن إسماعيل الأمشيطى الحنفى، وهو والد قاضى القضاة شمس الدين [محمد] (٢) الأمشيطى، وكان لا بأس به.

وفى ذى القعدة، طلع القضاة الأربعة إلى القلعة لتهنئة السلطان بالشهر، فوبّخهم السلطان لأجل كثرة نوّابهم، ثم رسم للقاضى الشافعى أن يقتصر على خمسة عشر نائبا، والقاضى الحنفى على عشرة من النوّاب، والمالكى على سبعة


(١) السبعين: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٦ آ: التسعين.
(٢) [محمد]: نقلا عن لندن ٧٣٢٣ ص ١٧٩ ب، وكذلك باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٦ آ.