للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإمام والقاضى المالكى جلال الدين عبد الرحمن ابن الشيخ زين الدين قاسم بن قاسم والقاضى الحنبلى شهاب الدين أحمد الفتوحى الشهير بابن النجار، وأما الأمراء المقدمون فالأمير سودون من جانى بيك الشهير بالعجمى أتابيك العساكر بالديار المصرية والأمير أركماس من ولىّ الدين أمير مجلس، وكانت أمرة السلاح يومئذ شاغرة، وبقيّة الأمراء المقدمين على حكم ما ذكر فى السنة الخالية، وفى هذه السنة تكاملت عدّة الأمراء المقدمين سبعة وعشرين مقدم ألف، ويأتى الكلام على اسمائهم فى مواضعه، وذلك خارجا عن أمرة السلاح فإنها كانت شاغرة. - وأما أرباب الوظائف من المباشرين فالقاضى بدر الدين محمود بن أجا الحلبى صاحب ديوان الإنشاء بالديار المصرية، وبقيّة المباشرين على حكم ما تقدم ذكره فى السنة الخالية. - فلما كان مستهلّ الشهر طلع الخليفة والقضاء الأربعة للتهنئة بالعام الجديد، فبالغ السلطان فى إكرامهم وقام إليهم فسلّموا ونزلوا إلى دورهم. - وفى يوم الثلاثاء ثالثه جلس السلطان بالميدان وعيّن إلى خاصكيته خوذا ولبوس خيل من خاصات البركستوانات، وقبل ذلك بمدّة فرّق عليهم سيوفا مسقّطة بفضة وزرديات عال، حتى فرّق عليهم التراكيش والقسىّ وقد اعتنى بهم بخلاف من تقدّمه من الملوك، فإنه كان ينعم عليهم فى الباطن والظاهر بالمال والإقطاعات والقماش (١) الفاخر وغير ذلك. - وفى يوم الأربعاء رابعه وجد فى سوق الغنم شخص من المماليك القرانصة وهو قتيل، وقد خنق بوتر فى رقبته وعرّوه من أثوابه وأرموه على قارعة الطريق ولم يعلم من قتله، فقيل إن ذلك من فعل المماليك الأجلاب بسبب إقطاعه وقد فعلوا مثل ذلك بجماعة كثيرة من المماليك القرانصة بسبب إقطاعاتهم، فقتلوا ولم تنتطح فى ذاك شاتان، وقد اضطربت الأحوال فى هذه الأيام إلى الغاية وصارت المماليك يقتلون من يلوح لهم عليه مضرب لأجل إقطاعه، وإذا عرضوا من يقتل على السلطان فيتغافل عن ذلك، والأمر إلى الله تعالى. - وفى يوم الخميس خامسه تغيّر خاطر السلطان على الأمير جانى بيك


(١) والقماش: والقمائس.