للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تشترى لها المراعى بالمال فليست بسائمة؛ وأما عروض التجارة من الأصناف التى بيد التجار، فإن المكوس تؤخذ (١) منهم عليها، ولكن تضاعفت المكوس فى هذه السنة حتى خرجت عن الحدّ الذى جرى به العادة؛ وأما الزرع والثمار والخضروات، فإن حال الفلاّحين فى المغارم معروفة؛ ثم انقضّ المجلس على ذلك، وبطل ما راموه من أخذ أموال الناس. - وفيه صرف شمس الدين الهروى عن كتابة السرّ، وقرّر فيها نجم الدين بن العمرى عمر بن حجى، عوضا عن الهروى بحكم صرفه عنها.

وفى رجب، قدم الشيخ شمس الدين محمد الحرزنى الدمشقى، وكان غائبا عن مصر نحوا من ثلاثين سنة، فى برصا (٢)، عند ابن عثمان، وكان فى تلك البلاد مكرما جدّا.

وفى شعبان، ابتدأ السلطان بقراءة الجامع الصحيح من البخارى بين يديه بالقلعة، ورسم للقضاة الأربعة، ومشايخ العلم، أن يحضروا، وكذلك الأعيان من المباشرين.

وفى رمضان، توقّف النيل عن الزيادة، وتقلّق الناس بسبب ذلك، ثم حصل الوفاء فى ثالث عشرين مسرى، وسكن الاضطراب.

وفى شوال، طلب الأتابكى بيبغا المظفرى الخواجا شهاب الدين أحمد بن على الطنبدى، فلما حضر ضربه ضربا مبرحا، حتى كاد أن يموت، وكان بيبغا سيّئ الخلق، يابس الطباع، فلما بلغ السلطان ذلك تغيّر خاطره على الأتابكى بيبغا، ونفاه إلى سجن ثغر الإسكندرية، فسجن بها، وكان السلطان قد ثقل عليه أمر بيبغا المظفرى. - وفيه عزّ طرح نخيل البلح بالصعيد، حتى عزّ وجود التمر من مصر، وعزّ الموز أيضا عن دمياط.

وفى ذى القعدة، أخلع السلطان على قجق العيساوى، وقرّر أتابك العساكر، عوضا عن بيبغا المظفرى؛ وقرّر أينال النوروزى فى أمرية السلاح، عوضا عن قجق؛ وطلب أينال الجكمى من القدس، فلما حضر أخلع السلطان عليه، وقرّره فى أمرية


(١) تؤخذ: تأخذ.
(٢) برصا: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٢٣ آ: بروسا.