للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو والد القاضى تقى الدين أبو بكر بن مزهر، وهو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الأنصارى الدمشقى الشافعى، وكان عالما فاضلا فصيحا ريسا حشما، تولّى عدة وظائف جليلة، ورقى (١) فى دولة الأشرف برسباى، حتى صار أحد مدبّرين المملكة (٢) والدولة، وكان مولده سنة ست وثمانين وسبعمائة؛ فلما مات قرّر فى كتابة السرّ بعده ولده جلال الدين محمد، وكان شابا أمردا، وسعى فى كتابة السرّ بنحو من مائة ألف دينار، حتى قرّر بها، فأقام مدّة يسيرة وصرف عنها بالشريف شهاب الدين بن عدنان، كما سيأتى الكلام عليه. - وفيه رسم السلطان بنفى العبيد الكبار إلى بلاد ابن عثمان، وكان قد تزايد منهم الفساد جدّا.

وفى رجب، أخلع على القاضى شرف الدين [أبى بكر] (٣) بن الأشقر، وقرّر فى نيابة كتابة السرّ، معينا لجلال الدين بن مزهر. - وفيه أدير المحمل على العادة، فحصل من المماليك الأشرفية، فى ليالى هذه الحركة، غاية الفساد، [وتعرّضوا لخطف النساء من الطرقات والمردان، وحصل منهم ما لا خير فيه] (٤) فتضرّر (٥) القضاة والمشاريخ من ذلك، وقالوا هذه بدعة سيّئة يجب إبطالها. - وفيه توفّى الواعظ المحدّث الصالح الزاهد الشيخ شهاب الدين، المعروف بالشاب التائب، وهو صاحب الزاوية التى فى البسطيين، خارج باب زويلة، وكان عالما فاضلا، صوفيّا بارعا فى الوعظ، ومولده سنة ثمان وستين وسبعمائة.

وفيه قدم سودون من عبد الرحمن نائب السلطنة بالشام، فلما حضر أخلع عليه السلطان، وقرّر على عادته؛ وحضر صحبته القاضى كمال الدين بن البارزى، وكان مقيما [بالشام] (٦). - وفيه ثار جماعة من المماليك الجلبان، وتوجّهوا إلى بيت الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخات، ونهبوا ما فيه، وهرب واختفى.


(١) ورقى: ورقا.
(٢) أحد مدبرين المملكة: كذا فى الأصل.
(٣) [أبى بكر]: عن طهران ص ١٦٩ آ.
(٤) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٦٩ آ.
(٥) فتضرر: فتضرع.
(٦) [بالشام]: عن طهران ص ١٦٩ ب.