للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شعبان، تسحّب من كان فى سجن المقشرة قاطبة، وقتلوا من كان على الباب من السجّانين، وخرج الكل إلى حال سبيلهم وقت الظهر، فعدّت هذه الفعلة من النوادر. - وفيه ثارت جماعة من المماليك الجلبان على زين الدين يحيى الأستادار، وهو نازل من القلعة، فضربوه بالدبابيس ضربا مبرحا حتى كاد أن يهلك، ولولا هرب منهم ودخل إلى بيت طوخ التمرازى، أحد المقدّمين، وإلاّ كان قتل لا محالة.

وفى رمضان، ختم البخارى على العادة، وفرّقت الصّرر على الفقهاء، وأخلع على القضاة، وكان ختما حافلا.

وفى شوال، خرج المحمل من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل سونج بغا اليونسى، أحد الأمراء العشروات؛ وأمير ركب الأول سمام الحسنى، وحجّ فى تلك السنة خوند زوجة السلطان، وهى بنت البارزى، واسمها مغل، وحجّ أيضا خوند نفيسة، بنت ذلغادر التركمانية، وكان المتسفّر عليهما القاضى كاتب السرّ الكمال ابن البارزى.

وفى ذى القعدة، قدم شيخ العرب إسماعيل بن عمر الهوّارى، وكان عاصيا وأطاع، فأخلع عليه السلطان وقرّره فى عادته. - وفيه قرّر جانى بك فى ولاية القاهرة، وصرف عنها منصور بن الطبلاوى.

وفى ذى الحجة، قرّر النويرى فى قضاء الشافعية بحلب. - وفيه توفّى الطواشى جوهر التمرازى، وكان من خدّام تمراز النائب، وكان تولّى مشيخة الحرم الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وتولّى الخازندارية وصودر، وجرى عليه شدائد عظيمة وقاسى محنا (١) حتى مات. - وفيه توفّى الشريف ضيغم بن حشرم (٢)، أمير المدينة الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؛ وقرّر فيها بعده أينال بن مانع. - وفيه توفّى الشهابى أحمد بن أغلبك الحلبى (٣) الحنفى، وكان من أعيان حلب. - وفيه توفّى قراجا الأشرفى الخازندار، أحد المقدّمين بمصر، وكان من مماليك (٤) الأشرف برسباى بطرابلس.


(١) وقاسى محنا: وقاسا محن.
(٢) حشرم: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٦٨ ب: خسرم.
(٣) الحلبى: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٦٨ ب: الحموى.
(٤) مماليك: المماليك.