للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أميرا جليل القدر، تولّى نيابة صفد وحماة وحلب؛ ولما مات أخلع السلطان على برسباى الناصرى، وقرّره فى نيابة حلب، عوضا عن قانى باى الفهلوان؛ وقرّر فى نيابة طرابلس يشبك الصوفى، عوضا عن برسباى الناصرى؛ وقرّر فى نيابة حماة تنم من عبد الرزاق (١)، الذى كان نائب الإسكندرية.

وفى ربيع الآخر، أمر السلطان بإبطال مولد سيدى أحمد البدوى، ورحمه، لما يقع فيه من المفاسد، فشقّ ذلك على الفقراء الأحمديّة، ووقفوا للسلطان غير ما مرّة، فرسم بإعادته فى العام الآتى. - وفيه توفّى الشيخ سراج الدين عمر بن إبراهيم القمنى الشافعى، وكان عالما فاضلا، عارفا بصنعة الميقات والطبّ، وكان فكه المحاضرة، مولده سنة ست وستين وسبعمائة.

وفيه عزل السلطان القاضى علم الدين صالح البلقينى من القضاء، وتولّى القاضى ولى الدين السفطى عوضا عنه؛ فلما تولى السفطى منصب القضاء ظهر منه أمور مستقبحة، مما لا يعبّر عنها، وضجّ منه الفقهاء، وقامت عليه الأشلة (٢). - وفيه جاءت الأخبار بوفاة أينال الششمانى، أتابك العساكر بدمشق، وكان أصله من مماليك الناصر فرج، وتولّى عدّة وظائف جليلة، منها: الحسبة بالقاهرة، ورأس نوبة ثانى، ثم تولّى نيابة صفد، ثم سجن، ثم أفرج عنه، ثم تولّى أتابك العساكر بدمشق، وكان لا بأس به.

وفى جمادى الأولى، أخلع السلطان [على] (٣) خاير بك الموذى (٤)، وقرّر فى الأتابكية بدمشق، عوضا عن أينال الششمانى. - وفيه توفّى الشيخ شهاب الدين الأذرعى، شيخ المدرسة الباسطية، وكان من أعيان العلماء. - وفيه أو فى النيل فى ثامن مسرى، ونزل من القلعة ولد السلطان سيدى عثمان، وفتح السدّ، وكان يوما مشهودا.


(١) تنم من عبد الرزاق: تنم بن عبد الرزاق. والناسخ يسهو أحيانا فيكتب «بن» بدلا من «من» فى الأسماء.
(٢) الأشلة: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٦٩ آ: الأمثلة.
(٣) [على]: تنقص فى الأصل.
(٤) الموذى: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٣٠ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٦٩ آ. وفى طهران ص ٢٢٩ آ: المؤيدى.