(٢) مجمع نيقية أول مجمع للكنيسة العالمية، و (نيقية) قريبة من إزمير بتركيا، وكانت المركز الصيفي للإمبراطور البيزنطي. ومما يروى في قصة مجمع نيقية أنه كان في القرن الرابع الميلادي اثنان من أكبر بطارقة النصارى؛ الأول: آريوس وهو مطران ليبيا، وكان يقول: إن عيسى إنسان ونبي. والثاني: أثناسيوس، كان مقرباً من الرومان ويلتمس ود الإمبراطور الروماني، وفي الديانة الرومانية عقيدة الثالثوث، وابن الإله، فقال: إن عيسى ابن الله. وقامت صراعات بين أتباعهما في عهد قسطنطين الوثني، الذي جمع القساوسة، في نيقية، وقال لهم: كل واحد يحضر إنجيله، ولكي نعرف الحق منها؛ ضعوها تحت الطاولة، ونسأل الرب أن يرينا الحق غداً، فوُضعت الأناجيل الكثيرة تحت الطاولة، ومنها: أناجيل متى ومرقص ولوقا، وهذه الثلاثة تسمى (كانونيكال canonical) وتشبه بعضها؛ لأنهم كان ينقلون من بعضهم البعض. ووضع أيضاً منها إنجيل يوحنا، هو الوحيد الذي كتبها بعدهم بحوالي خمسين سنة وكان أكثر تطرفاً. وفي الليل استدعى قسطنطين البطريق أثناسيوس وطلب منه أن يختار الأناجيل التي يريدها؛ فاختار الأناجيل الأربعة من بين جميع النسخ، ووضعها على الطاولة. وفي اليوم التالي أعلن الملك أن الرب اختار لهم هذه الأناجيل وأن عليهم أن يتبعوها ويحرقوا ما خالفها.